ناظورسيتي: متابعة
بدأت موريتانيا، صباح الإثنين 18 ماي 2025، تفعيل مقاربة أمنية جديدة في أقصى شمال البلاد، بعد أن وجّهت قواتها المسلحة إنذارا مباشرا إلى عناصر جبهة البوليساريو المتواجدة بمنطقة "البريطة" الحدودية، مطالبةً إياهم بإخلاء الموقع بشكل عاجل ودون قيد أو شرط، باعتباره جزءاً من التراب الوطني الذي تقرر إدخاله ضمن منطقة عسكرية مغلقة.
المصادر الموريتانية، التي تابعت تفاصيل هذه الخطوة عن كثب، أكدت أن التعليمات الصادرة من قيادة الجيش كانت واضحة وحاسمة: لا مجال لوجود عسكري أجنبي أو غير نظامي داخل الحدود المعترف بها دولياً، خاصة في ظل تزايد التهديدات الأمنية وتنامي أنشطة التهريب والجريمة المنظمة في النطاق الصحراوي المتنازع عليه.
التحرك الموريتاني لم يأتِ في سياق معزول، بل يُنظر إليه كمقدمة لمرحلة جديدة من إعادة تموضع القوات المسلحة بالشمال، في وقت تتعاظم فيه المخاطر الناشئة عن تداخل النفوذ في المناطق العازلة، وسط غموض في مواقف بعض الأطراف الإقليمية.
وحتى لحظة تحرير هذا المقال، لم تصدر جبهة البوليساريو أي رد فعل رسمي على الإنذار الموريتاني، ما يفتح الباب أمام تكهنات بشأن خياراتها المقبلة، في ظل حرص نواكشوط على تجنب أي احتكاك مباشر أو انزلاق نحو التصعيد.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن موريتانيا، وهي الدولة التي التزمت طويلا بموقع الحياد في نزاع الصحراء، اختارت اليوم أن تفرض منطق السيادة فوق أراضيها بلا استثناء، ضمن رؤية أمنية واستراتيجية أشمل، تراهن على ضبط الحدود وتأمين الممرات الصحراوية الحيوية.
تعليقات الزوار ( 0 )