كتب في 4 مايو 2025

هل يستطيع المغرب غزو سبتة ومليلية وجزر الكناري؟ تحليل عسكري يكشف الفوارق الحاسمة

هل يستطيع المغرب غزو سبتة ومليلية وجزر الكناري؟ تحليل عسكري يكشف الفوارق الحاسمة

ناظورسيتي: بتصرف عن مليلية هوي

أعاد نقاش افتراضي بشأن احتمال قيام المغرب بهجوم عسكري متزامن على سبتة ومليلية وجزر الكناري إلى الواجهة جدلا واسعا في الأوساط العسكرية والإعلامية الإسبانية. ورغم أن مثل هذا السيناريو يبدو مستبعدًا جدا من الناحية الواقعية، نظرا لتداعياته الدبلوماسية والعسكرية، إلا أن تحليله من زاوية استراتيجية بحتة يكشف عن معطيات لافتة، خصوصا فيما يتعلق بالفوارق التكنولوجية والتنظيمية بين الجيشين المغربي والإسباني.

وتطرقت صحيفة "مليلية هوي" إلى الموضوع بتقرير تحليلي عسكري، رأت فيها أن إسبانيا متفوقة تكنولوجيا على المغرب، في حين أن البلد الجار يملك أكبر عدد من الجنود والمدرعات.

وقالت الصحيفة نفسها، إن المغرب متفوق عدديًا من حيث الجنود والعربات المدرعة، في حين تحتفظ إسبانيا بميزة تكنولوجية واضحة، خصوصا على مستوى الذخيرة والتسليح.

وتتوفر إسبانبا حسب الصحيفة نفسها، على دبابات "ليوبارد 2 " التي يستخدمها الجيش الإسباني، مجهزة بذخيرة متطورة قادرة على تدمير الدبابات المغربية من مسافات بعيدة، بينما لا تزال القوات البرية المغربية تعتمد على نسخ قديمة من دبابات "أبرامز" بذخيرة أقل كفاءة.

وفي الجو، قالت الصحيفة "ترجح الكفة بشكل حاسم لصالح القوات الإسبانية التي تتوفر على طائرات "يوروفايتر تايفون"، ذات المحركات المزدوجة والرادارات المتقدمة وأنظمة التسليح الحديثة، في مقابل طائرات "إف-16" المغربية التي لا تضاهي نظيرتها الإسبانية لا من حيث القدرات ولا من حيث تكوين الطيارين".

ويتطلب القيام بعملية عسكرية منسقة على ثلاث جبهات متباعدة في آن واحد مستوى عالٍ من التنسيق العسكري، وهو ما يعتبر نقطة ضعف في المنظومة المغربية حسب الصحيفة الإسبانية، إذ أن معظم القوات المغربية متمركزة جنوب البلاد لمراقبة الحدود مع الجزائر، وتحريك وحدات كاملة نحو الشمال والمحيط الأطلسي دون رصدها من قبل أنظمة المراقبة الإسبانية أمر شديد التعقيد والمخاطرة.

كما أن غياب أسطول بحري قوي لدى المغرب يُضعف من قدرته على فرض حصار أو تنفيذ إنزال في جزر الكناري، في وقت تمتلك فيه البحرية الإسبانية تجهيزات متطورة لضمان التفوق البحري وإرسال التعزيزات من شبه الجزيرة بسرعة فائقة.

واعتبر المصدر نفسه، أن إسبانيا تعتمد على شبكة رصد إلكترونية متطورة موزعة بين ألميريا وسبتة وجزر الكناري، تسمح لها بالكشف عن أي تحرك غير عادي في الأجواء أو على مستوى الاتصالات المغربية، إذ يمكن للمقاتلات الإسبانية الوصول إلى مواقع المواجهة المحتملة خلال 15 دقيقة فقط، مما يعزز قدرات الرد السريع.

ورغم أن عضوية إسبانيا في الناتو والاتحاد الأوروبي تضمن لها دعما دبلوماسيا وعسكريا في حالة التعرض لهجوم، إلا أن الغموض يظل قائما بخصوص ما إذا كانت المادة 5 من ميثاق الناتو تنطبق على سبتة ومليلية.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه جزر الكناري مشمولة بالحماية الأطلسية باعتبارها جزرا تقع شمالا، فإن المدينتين المحتلتين لا يشملهما نص المادة 6 من المعاهدة بشكل صريح، ما يفتح المجال لتأويلات قانونية وسياسية.

ومن حيث الطبيعة الجغرافية لكل من سبتة ومليلية فإنها تجعل من الصعب تنفيذ هجوم بري واسع النطاق، حيث تتيح تضاريسهما توزيعا محدودا للقوات، وهو ما يمنح الأفضلية للوحدات الإسبانية المدافعة والمدربة على مثل هذه السيناريوهات حسب الجريدة نفسها.

أما في جزر الكناري، فتنفيذ عملية إنزال بحري يتطلب قدرات عسكرية متخصصة في الحرب البرمائية، وهي قدرات لا تتوفر حاليا في الجيش المغربي، مما يجعل من أي محاولة هجوم فرصة سانحة للتصدي السريع من قبل الطيران والبحرية الإسبانية.

إلى ذلك، اعتبر التقرير، أنه بالرغم من التفوق العددي المغربي في بعض الجوانب، فإن الفوارق الكبيرة في التكنولوجيا والتدريب والقدرة اللوجستية، إضافة إلى الدعم الدولي المفترض لإسبانيا، تجعل من سيناريو هجوم مغربي متزامن على سبتة ومليلية وجزر الكناري أمرا بالغ الصعوبة، وأقرب إلى الخيال العسكري منه إلى الواقع.

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

4 مايو 2025

مصرع سائحين في حادث سير مأساوي وسائق بريطاني رهن التحقيق

4 مايو 2025

مليارات من تحويلات الجالية.. بلا استثمار.. فقط استهلاك واقتناء للعقارات

4 مايو 2025

احتقان على حدود مليلية.. صيف “مرحبا” ينذر بأزمة عبور جديدة

4 مايو 2025

أكثر من 100 مليار سنتيم لمواجهة الكلاب الضالة.. هل تستفيد الناظور من البرنامج الوطني؟