ناظورسيتي:
خلف المساعدة المغربية الطارئة لإسبانيا في أزمة انقطاع الكهرباء ردود فعل غير متوقعة من اليمين المتطرف الإسباني، الذي اختار مواجهة هذا الدعم بحملة شعبوية مثيرة للجدل.
وفي موقف وصفته وسائل إعلام إسبانية بـ"الهزلي"، أطلق سانتياغو أباسكال، زعيم حزب "فوكس" اليميني المتطرف، تصريحات عدائية رافضة للمساعدة المغربية، معلناً: "لا نقبل طاقة مغربية. نحن لا نركع كما فعلت هذه الحكومة الخائنة".
وبلغت المشاهد حد الغرابة حين لجأ أنصار الحزب إلى التخييم في الكهوف حول نيران مشتعلة، موزعين المؤن في محاولة لما أسموه "الصمود" ضد الطاقة المغربية. بل وصل الأمر بأباسكال نفسه إلى الاستحمام بغاز التخييم، في محاولة لتقديم نفسه كنموذج للمواطن الإسباني "الأصيل".
وفي الوقت الذي كانت فيه الرباط تبذل جهوداً حثيثة لدعم استقرار جارتها الشمالية، مؤكدة متانة التعاون الثنائي، انغمس اليمين المتطرف في خطاب قومي ضيق، متجاهلاً مكانة المغرب كشريك طاقي استراتيجي يمتلك بنية تحتية متطورة.
ويرى محللون أن حملة "فوكس" لا تعكس الموقف الرسمي الإسباني، بل تكشف عن أزمة تيار يميني يستغل معاداة المغرب لكسب أصوات انتخابية والضغط على حكومة مدريد، متجاهلاً المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين.
وبينما يواصل اليمين المتطرف خطابه المعادي، يعزز المغرب موقعه كشريك موثوق لإسبانيا والاتحاد الأوروبي في ملفات الطاقة والهجرة والأمن، في وقت تتكشف فيه تناقضات التيارات الشعبوية التي تستبدل الحلول العملية بالخطاب الصاخب.

كتب في 4 مايو 2025
تعليقات الزوار ( 0 )