في أجواء من التأمل والاحترام، أحيا نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية اليوم الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الدكتور قاضي قدور، أحد أبرز رموز النضال من أجل القضية الأمازيغية.
الفعالية التي أقيمت في مسقط رأسه بمنطقة أيت سيدال بإقليم الناظور شهدت حضوراً كبيراً من المناضلين والمهتمين بالشأن الأمازيغي، الذين تجمعوا لاستذكار دوره الرائد في الدفاع عن الهوية الثقافية واللغوية للأمازيغ.
قاضي قدور: رمز النضال الثقافي
قاضي قدور، الذي وُلد سنة 1952، كان من الأوائل الذين اهتموا بتطوير الدراسات الأمازيغية، خاصة في مجال اللسانيات. بعد حصوله على الإجازة في الأدب الفرنسي من جامعة محمد الخامس، واصل مسيرته العلمية في فرنسا حيث نال درجة الدكتوراه من جامعة السوربون، وكان لأبحاثه تأثير كبير على مجال اللغة الأمازيغية.
إرث علمي ونضالي كبير
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان قاضي قدور من الفاعلين الرئيسيين في تأسيس الحركة الثقافية الأمازيغية. أسس مجموعة البحث والدراسات اللغوية بجامعة فاس، كما شارك في تأسيس جمعية “الانطلاقة الثقافية” بالناظور، وهي أول إطار جمعوي يعنى بالقضية الأمازيغية في منطقة الريف. إسهاماته كانت تمتد إلى نشر مقالات علمية وتأطير ندوات حول الثقافة الأمازيغية في الداخل والخارج.
تخليد الذكرى
يعد إحياء ذكرى رحيل قاضي قدور فرصة للمناضلين للتأكيد على أهمية مواصلة العمل الذي بدأه. إذ يعتبرونه رمزاً للنضال الثقافي من أجل الأمازيغية. وتضمن برنامج الفعالية زيارة قبره ومسقط رأسه في أيت سيدال، حيث ألقى العديد من المشاركين كلمات تشيد بإسهاماته ودوره الفعال في خدمة القضية الأمازيغية.
التأكيد على أهمية الاستمرارية
في كلمته خلال الحدث، أكد أحد النشطاء أن “تخليد ذكرى قاضي قدور هو رسالة نضالية تحمل في طياتها الإصرار على الاستمرار في الدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية للأمازيغ”. وأضاف: “الإرث الذي تركه لنا هو مسؤولية نحملها جميعاً، وعلينا أن نواصل العمل من أجل أمازيغية مزدهرة وفاعلة في المجتمع “.
بهذا الاحتفال السنوي، يواصل نشطاء الحركة الأمازيغية الحفاظ على إرث قاضي قدور العلمي والنضالي، معتبرين ذكراه نبراساً للنضال المستمر من أجل حقوق الأمازيغية في المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )