ناظورسيتي: متابعة
في خطوة لافتة، تمكن ناصر الزفزافي، أحد أبرز قادة حراك الريف، من اجتياز الفصل الأول من سلك الإجازة بكلية الحقوق التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، بنجاح، رغم قضائه عقوبة سجنية مدتها 20 سنة بسجن "طنجة 2".
وحصل الزفزافي على معدل 13.46 في الفصل الأول (S1)، بميزة "مستحسن"، بعد اجتيازه للامتحانات من داخل المؤسسة السجنية قبل حوالي شهرين، وذلك في إطار متابعة دراسته الجامعية بكلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
ويعد هذا النجاح استمرارا لمسار تعليمي بدأه الزفزافي من داخل زنزانته، حيث حصل سنة 2023 على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بمعدل 14.30 وميزة "مستحسن"، وهو ما دفعه إلى مواصلة دراسته الجامعية بالرغم من ظروف الاعتقال.
جدير بالذكر أن الزفزافي اعتقل في ماي 2017 عقب اندلاع حراك الريف بإقليم الحسيمة، والذي خرج للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية، إثر وفاة محسن فكري بطريقة مأساوية داخل شاحنة نفايات.
وقد أصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في أبريل 2019، أحكاما مشددة بحق مجموعة "الزفزافي ورفاقه"، تراوحت بين سنة و20 سنة سجنا نافذا، قبل أن تؤيدها محكمة النقض سنة 2021.
ورغم مرور سنوات على تلك الأحداث، لا تزال قضيته تثير اهتماما واسعا وطنيا ودوليا، حيث سبق لخمس منظمات حقوقية كبرى، منها "فريدوم هاوس" و"العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، أن دعت السلطات المغربية إلى الإفراج عن نشطاء الحراك، معتبرة أن الأحكام الصادرة بحقهم قاسية وغير متناسبة مع الوقائع.
وقد استفاد بعض معتقلي الحراك من عفو ملكي أو أتموا مدة محكوميتهم، بينما لا يزال ستة من قادة الحراك، من بينهم ناصر الزفزافي، رهن الاعتقال بسجن طنجة.
وتبقى قضية حراك الريف، بكل تعقيداتها السياسية والاجتماعية، من أبرز الملفات التي تعود للواجهة مع كل مستجد، سواء تعلق الأمر بالعفو الملكي أو بتطورات في أوضاع المعتقلين، آخرها نجاح الزفزافي في مساره الأكاديمي، وهو ما اعتبره متتبعون دليلا على إصراره على مواصلة النضال، ولو من داخل أسوار السجن.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )