ناظورسيتي: أيوب الصابري
في خطوة تعد استفزازا وقحا لمشاعر الشعب المغربي، قامت سلطات مدينة مليلية المحتلة بتنظيم احتفال رسمي لتخليد الذكرى الـ527 لاحتلال المدينة من قبل المستعمر الإسباني. الحدث شهد حضور رئيس المدينة ومندوب الحكومة وقائد الجيش العام في مليلية، إضافة إلى رئيسة جماعة مدريد، حيث قدموا إكليلا من الزهور أمام تمثال بيدرو دي إستوبيانيان، القائد العسكري الذي قاد الغزو الإسباني لمليلية في عام 1497.
وفقا لنشطاء فإن هذا التكريم الذي أقيم لتخليد ذكرى بيدرو دي إستوبيانيان، الذي يعتبر "المجرم المحتل" في نظر المغاربة، يعيد فتح جراح تاريخية بين الشعبين.
وكان إستوبيانيان قائدا عسكريا إسبانيا خدم تحت راية دوق مدينة سيدونيا، ويذكر في التاريخ الإسباني كـ"فاتح" لمليلية، وهو الحدث الذي شكل بداية الاحتلال الإسباني للمدينة المغربية التي لا تزال تحت سيطرتهم حتى يومنا هذا.
ويرى نشطاء حقوقيون أن الاحتفال بهذه الذكرى يأتي كاستفزاز واضح للشعور الوطني المغربي، ويعد تكريما لرمز من رموز الاستعمار الذي قام بانتزاع أراض مغربية بالقوة، وهو ما يعتبره الشعب المغربي استمرارية للظلم التاريخي.
ويعتبر المغاربة أن إحياء مثل هذه الذكريات في مليلية يعد تعديا على الحقوق التاريخية للمغرب واستفزازا واضحا لمشاعر الملايين من المغاربة الذين يعتبرون المدينة جزءا لا يتجزأ من أراضيهم، مؤكدين أن الحق لا يسقط بالتقادم.
ويؤكدون أن التكريم الذي أقيم لشخصية مسؤولة عن احتلال أرض مغربية يجسد استمرارية العقلية الاستعمارية، ويزيد من تعقيد العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، في وقت يتطلع فيه الجانبان إلى تعزيز الحوار والتعاون بشأن القضايا المشتركة.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )