لا جديد بالنسبة لحقينة السدود سوى مزيد من التدهور؛ فالأمور متوقفة على إجراءات التدبير فقط أمام قساوة مناخية قلصت من حجم الموارد المائية المتوفرة لتصل في بعض المناطق إلى درجة الصفر.
ويوم أول أمس الجمعة، بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود في المغرب 26.07 في المائة، فيما شهدت الفترة نفسها من السنة الماضية نسبة 40.84 في المائة، بانخفاض هذا العام وصلت نسبته 14 في المائة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، مع ترجيحات باستمرار الانخفاض نظير الجفاف الحاصل.
وسجل سد محمد الخامس بالمنطقة الشرقية للبلاد أضعف نسبة ملء بلغت 0.3 في المائة فقط، وفق أحدث إحصائيات وزارة التجهيز والماء، فيما حل سد طنجة المتوسط أولا بنسبة ملء فاقت 94 في المائة، بعده سد شفشاون وسد الشريف الإدريسي.
وبدا بارزا تأثر سدود المناطق الجنوبية والشرقية بموجة الجفاف الحاد، وفي مقدمتها سد تيزكي بمنطقة الزاك بالأقاليم الجنوبية الذي سجل نسبة ملء منعدمة للسنة الثانية تواليا، وهي نسبة نفسها في سد الداخلة كذلك، ثم سد عبد المومن بأكادير بنسبة 1.8 في المائة.
عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، قال إن النجاعة الميدانية مطلوبة في الوقت الراهن، خصوصا في تدبير قطاعات الفلاحة والسياحة والصناعة، معتبرا أن نسب الهدر في هذه المجالات مرتفعة.
وأضاف الكسيري، في تصريح لهسبريس، أن المفترض هو ضمان الاستراتيجيات الرسمية للماء الشروب خمس سنوات على الأقل رغم الجفاف، مسجلا أن الوضع الحالي يكشف ضرورة التحرك من أجل التغيير، وتكثيف إجراءات الحفاظ على الثروة المائية بالبلاد.
وأكد المتحدث أن إعلان الطوارئ يقتضي إدراك الناس حجم الخصاص المهول في الموارد المائية، مناديا بتشديد الإجراءات الخاصة بالصنابير وإدخالها في أوقات متفرقة من النهار لإثارة الانتباه أولا، ثم تعطيل سرعة الكارثة ثانيا.
وشدد الكسيري على أن الدولة هي من دبرت هذا الملف لسنوات دون إشراك للمجتمع المدني على الإطلاق، فهي من بنت السدود وهي من تحلي الآن مياه البحر، مؤكدا أهمية الانفتاح على الجميع وتحديد أدوار كل طرف لتحقيق أداء جيد، خصوصا أن ضمانات الخروج القريب من الأزمة غير متوفرة.
ورفض المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة الحديث عن تساقطات مطرية مرتقبة خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الأزمة الحالية بصرامة والاقتداء بالاتحاد الأوروبي الذي ينهج استراتيجيات أكثر صرامة من المغرب رغم أن وضع المملكة أسوأ من القارة العجوز مائيا.
تعليقات الزوار ( 0 )