كتب في 7 مايو 2025

الجزائر تواصل مطاردة المثقفين.. فرنسا تتلقى مذكرتي توقيف دوليتين ضد كمال داود

الجزائر تواصل مطاردة المثقفين.. فرنسا تتلقى مذكرتي توقيف دوليتين ضد كمال داود

ناظورسيتي: متابعة

تلقت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الأربعاء 7 ماي 2025، إخطارا رسميا من السلطات الجزائرية بصدور مذكرتي توقيف دوليتين في حق الكاتب والصحافي الفرنسي‑الجزائري كمال داود، في خطوة أثارت استغراب الأوساط الثقافية والدبلوماسية بباريس، ووصفت بأنها تصعيد جديد في العلاقات المتوترة بين البلدين.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، أن بلاده تتابع الملف عن كثب، مشددا على التزام باريس بحماية حرية التعبير والدفاع عن المثقفين.

وتعود جذور القضية إلى فبراير الماضي، حين رفعت سيدة جزائرية تدعى سعاد أربان، تقيم بمدينة وهران، شكاية ضد داود، متهمة إياه بنقل تفاصيل من حياتها الشخصية في روايته الأخيرة "الحوريات"، الحائزة على جائزة غونكور 2024.

الكاتب نفى التهم، معتبرا أن العمل من نسج الخيال، فيما واصلت الجهات القضائية بالجزائر فتح تحقيق، أفضى لاحقا إلى إصدار مذكرتي توقيف دوليتين من طرف قاض بمحكمة وهران.

هذه التطورات القضائية تأتي في سياق أزمة دبلوماسية متجددة بين الجزائر وفرنسا، حيث تتهم السلطات الجزائرية باريس بـ"التدخل غير المبرر في شؤونها الداخلية"، بينما يرى مراقبون أن استعمال القضاء في ملاحقة الأصوات المستقلة يعكس توجها قمعيا متزايدا داخل الجزائر، خصوصا في ظل الوضع السياسي الهش والنقاشات المستعرة حول الهوية الوطنية والإصلاح الدستوري.

وفي سياق مواز، شهدت الجزائر اعتقال الباحث الجامعي محمد الأمين بلقيث يوم 3 ماي الجاري، بعد تصريحات له لقناة "سكاي نيوز عربية"، تحدث فيها عن مكانة اللغة الأمازيغية في الهوية الوطنية، وهو ما فُسر من قبل السلطات على أنه "مساس بوحدة الوطن"، وتعد هذه الحادثة مثالا إضافيا على استهداف النخبة المثقفة بالمتابعات القضائية.

من جهتها، أعربت منظمات حقوقية فرنسية ودولية عن قلقها من مذكرتي التوقيف في حق داود، معتبرة أن القضية تجاوزت إطارها القانوني، وتحولت إلى وسيلة لتكميم الأصوات النقدية. وطالبت هذه المنظمات بضمان محاكمة عادلة، وعدم توظيف القضاء لأغراض سياسية، خصوصاً في قضايا تتعلق بحرية الإبداع.

جدير بالذكر، أن كمال داود، من مواليد بجاية سنة 1966، يعتبر من أبرز الأقلام الحرة في المغرب الكبير، وسبق له أن اشتغل بالصحافة المكتوبة وأسس منصة إعلامية مهتمة بالشأن الجزائري. وترجمت أعماله إلى عدة لغات، أبرزها روايتا "الجزيرة" و"الحوريات". ويبقى مصيره الآن رهين التوازنات السياسية والقانونية بين باريس والجزائر، في ظل تصاعد الانتقادات الحقوقية وقلق الأوساط الثقافية.

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

8 مايو 2025

صفقة بـ 70 مليون سنتيم لقطع وإتلاف النخيل المصاب بالسوسة الحمراء في الناظور

8 مايو 2025

الملكة صوفيا تعود إلى مليلية بعد 17 سنة من الغياب

8 مايو 2025

الرحموني: منح الفرق الرياضية بالناظور “هزيلة” ويجب ربط الدعم بالمحاسبة لا بالإقصاء

8 مايو 2025

الصين تعلق استيراد الطيور والدواجن من المغرب بسبب تفشي مرض شديد العدوى