كتب في 12 أكتوبر 2024

احمد نور الدين لـ كشـ24.. الخطب الملكية منعطف حقيقي نحو تدبير انجع لقضية الصحراء

أشاد الاستاذ أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية وقضية الصحراء بما حملة الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان، من إشارات قوية، تكرس نجاح المغرب بشكل كبير تدبير ملف الصحراء المغربية، مستعرضا الدور الذي لعبته الخطب الملكية في تحول المغرب الى موقع قوة في قضية الصحراء المغربية.

واشار الخبير المغربي أحمد نور الدين في تصريح خاص لـ “كشـ24” أن الخارجية المغربية كانت تكتفي في المراحل السابقة، بمقاربة تدبيرية لملف الصحراء، وكانت في موقع دفاعي بحت يحاول صدّ العدوان الجزائري على سيادة المغرب، كما أنها كانت تتبنى نهجا مسالما مع العدو، الى درجة جعلت حتى بعض الدول الصديقة للمغرب تلوذ بالصمت في المحافل الدولية أو تتبنى موقفا محايدا..

واضاف احمد نور الدين ان هذه الدول كانت تشعر انها اصبحت “ملكية أكثر من الملك”، كما أنها كانت تتلقى هجوما لاذعا من الجزائر إذا عبرت عن موقف مساند لمغربية الصحراء، بينما كان المغرب لا يعاتب اي دولة تتخذ مواقف معادية، بل الادهى والأمر، أن أصدقاء المغرب كانوا يقولون في الكواليس “لماذا نعادي الجزائر ونجلب لأنفسنا مشاكل بسبب الصحراء، إذا كان المعني الأول وهو المغرب يغازل الجزائر ويتبادل معها الود والعلاقات التجارية إلى درجة أصبح فيها المغرب اول زبون تجاري للجزائر في إفريقيا كلها سنة 2018 على سبيل المثال، وبحجم مبادلات ناهز مليار دولار؟..”.

هذا الوضع يضيف الخبير المغربي، كان غير سليم ويلقي بالضبابية على القضية الوطنية، على الساحة العربية والافريقية والدولية بصفة عامة. ولم يكن ممكنا تحقيق تمايز في المواقف إذا لم يتخذ المغرب المبادرة ويتحلى بالحزم اللازم وقد بدأ التحول بالفعل شيئا فشيئا في الخطاب والممارسة، مذكرا مثلا أن جلالة الملك في إحدى خطبه منذ عشر سنوات قال بأنه “لا يمكن الوصول إلى حل دون تحميل المسؤولية للجزائر ” وأظن ان ذلك الخطاب شكل منعطفا دبلوماسيا حقيقيا إلى أن وصلنا إلى خطاب 2022 الذي قال فيه بكل وضوح “ان ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم” وأضاف أنه ينتظر من كل حلفائه توضيح مواقفهم، وأن المغرب لن يبرم اي شراكة مع من لا يعترف بسيادته على الصحراء.

واضاف الخبير المغربي ان هذا الحزم جعل كل أصدقاء المغرب يتنفسون الصعداء، لأنه حررهم من الضبابية وجعل باقي الدول أمام خيارين إما أن تختار معسكر المغرب الذي يمثل الشرعية التاريخية والقانونية والاثنية والثقافية والجغرافية، وإما أن يختاروا معسكر الجزائر الذي يمثل التآمر الاستعماري لتفتيت الدول، ويمثل العدوان وخيانة العهود والمواثيق ويفتح الطريق أمام بعبع الانفصال ليخرج من قمقمه في كل الدول الافريقية والعربية وحتى في مناطق أخرى من العالم.

وعبر الاستاذ نور الدين عن اعتقاده بكون هذا الوضوح سيساعد الأمم المتحدة نفسها على ترجيح كفة الشرعية التاريخية والقانونية على الكفة الاستعمارية التي خلقت المشكل من أساسه، أقول هذا الكلام لأننا حين نقرأ مذكرات جيمس بيكر، وهو مبعوث سابق إلى الصحراء، نجده يقول بأنه حين كان يستمع إلى المسؤولين المغاربة كان لا يفهم ما يريده المغرب تحديدا.. وهذا كلام خطير جدا من مسؤول أممي ووزير خارجية أمريكي سابق.

وختم الخبير المغربي بالتأكيد على ان تغير المقاربة نحو الفعل بدل رد الفعل ونحو الحزم في الموقف، غير الوضع بشكل جذري إلى أن وصلنا إلى اعتراف دولتين عضوين دائمين في مجلس الأمن، واعتراف على استحياء من إسبانيا وهو لا يقل عن الدولتين السابقتين لأنها تملك من الحجج التاريخية والوثائق ما يجعل كل الدول الأوربية وعبر العالم يقر بمغربية الصحراء، لأنها ببساطة هي من تآمر مع فرنسا كقوتين استعماريتين على تقسيم أراضي المملكة المغربية إلى مناطق نفوذ أدت بعد ذلك إلى بروز قضية الصحراء إلى الوجود.

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

مقالات ذات الصلة

12 أكتوبر 2024

حزب “الكتاب” يشيد بالمضامين الهامة للخطاب الملكي

12 أكتوبر 2024

تعرف على الموعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد إفريقيا الوسطى

12 أكتوبر 2024

اعتقالات بالجملة خلال حملة جديدة ضد مقاهي الشيشا بمراكش + صور

12 أكتوبر 2024

غياب مرافق وتعثر انجاز اخرى بالحي المحمدي فوق مكتب والي جهة مراكش