ناظورسيتي: أيوب الصابري
تنامت في الأيام الأخيرة أصوات الغضب بمدينة مليلية المحتلة، في ظل ما وصفته سلطاتها المحلية بـ"الطوابير المهينة" التي يعيشها العابرون نحو المغرب، في مشهد يتكرر كل موسم، ويزداد حدة مع اقتراب موعد عملية "مرحبا 2025".
وحثت حكومة المدينة، التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي، حكومة بيدرو سانشيز في مدريد على التدخل العاجل لدى المغرب، مطالبة بـ"رحمة إنسانية" لمن ينتظرون ساعات طوال على المعابر الحدودية التي يفترض أن تكون جسورا للوصل لا للاحتقان.
في ندوة صحفية عقدتها الناطقة باسم الحكومة المحلية، فضيلة مختار، المنتمية للحزب الشعبي، وصفت الوضع بـ"المؤلم والمهين"، مؤكدة أن مئات العائلات، من بينهم كبار سن وأطفال، يظلون عالقين لأربع، خمس، أو حتى ست ساعات، فقط للعبور من مليلية نحو الناظور.
وبينما نفت السلطات الإسبانية المحلية مسؤوليتها عن هذه الأزمة، وحملت الجانب المغربي تأخر الإجراءات، كشفت في المقابل عن خطوة "استعجالية" تمثلت في شراء أرض بقيمة 850 ألف يورو قرب المعبر الحدودي، سيتم تهيئتها بمرافق وخدمات أساسية تخفف عن المنتظرين وطأة الانتظار، خاصة خلال أشهر الصيف.
وقد تم بالفعل تخصيص 300 ألف يورو من الميزانية الحالية لإطلاق المشروع، الذي سيوفر مناطق ظل ومياه ومرافق صحية وفضاءات طبية.
الجدير بالذكر أن هذا الجدل يأتي في سياق سياسي متوتر، في وقت ينتظر فيه أن يمثل وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس أمام البرلمان لمناقشة ملف الجمرك الحدودي في مليلية وسبتة، والذي لا يزال المغرب يحتفظ فيه بموقفه الرافض لإعادة فتحه بشكل شامل منذ غلقه في 1 غشت 2018.
وتعتبر حكومة مليلية أن استمرار هذا الوضع "غير طبيعي"، وتعبر عن قلقها من غياب أي تنسيق رسمي فعال قبيل انطلاق عملية "مرحبا"، التي تستقبل خلالها المملكة ملايين المغاربة المقيمين بالخارج.
تعليقات الزوار ( 0 )