ناظورسيتي: متابعة
أعلنت مديرية الصحة في إقليم الأندلس الإسباني تسجيل خمس حالات جديدة من الإصابة بمرض الحصبة خلال الأسبوع الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات المسجلة منذ مطلع العام الجاري إلى 72 حالة، موزعة على 13 بؤرة وبائية، منها سبع بؤر لا تزال نشطة.
السلطات الصحية كشفت أن نحو 26 في المائة من هذه الحالات قادمة من المغرب، حيث جرى تسجيل 17 إصابة لدى وافدين من المملكة، ما دفع الجهات المعنية إلى التحذير من انتقال العدوى عبر الحدود، خصوصًا في ظل الوضع الوبائي المقلق الذي تشهده المملكة منذ أواخر 2023.
وأوضحت مديرية الصحة الأندلسية أن ست بؤر تمّت السيطرة عليها وإغلاقها، بينها أربع في مدينة مالقة واثنتان في هويلفا، شملت ما مجموعه 22 حالة إصابة، مؤكدة أن الحصبة تُعد من الأمراض "شديدة العدوى" وتتطلب استجابة صحية فورية، مع توجيه نداء لتطعيم الفئات المعرضة للخطر، لاسيما الأطفال دون سن السنة، والأشخاص البالغين بين 15 و70 سنة.
وأظهرت الإحصائيات أن 31.9 بالمائة من المصابين أطفال قاصرون، مقابل 62.5 بالمائة من البالغين، فيما تطلبت حالات 35 بالمائة من المرضى الإدخال إلى المستشفى لتلقي العلاج والمراقبة الطبية.
وتواصل السلطات الصحية في الأندلس حملتها لتحديد الأشخاص غير الملقحين، وخاصة من الوافدين من مناطق ينتشر فيها المرض، في خطوة وقائية تهدف إلى تجنب تحوّل الحالات الوافدة إلى بؤر داخل المجتمع الإسباني.
وفي الجانب الآخر من المتوسط، يشهد المغرب تفشيًا واسع النطاق للحصبة منذ شتنبر 2023، حيث سجلت وزارة الصحة أزيد من 25 ألف حالة إصابة و120 حالة وفاة، بالإضافة إلى 3600 إصابة وخمس وفيات خلال الربع الأول من سنة 2025 وحدها.
ويُعزى هذا الوضع الوبائي، حسب مختصين، إلى تراجع معدلات التلقيح، خاصة بعد انتشار معلومات مضلّلة ومعادية للقاحات عقب جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى تصاعد ما يُعرف بـ"اللقاحات الفائتة" بين فئة الأطفال والمراهقين.
وفي محاولة لاحتواء الوضع، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب تمديد الحملة الوطنية لاستكمال التلقيح، مشيرة في بلاغ سابق إلى أن المملكة تسجل انخفاضًا متواصلًا في عدد حالات الإصابة للأسبوع الخامس على التوالي، مع تراجع بنسبة 13 بالمائة خلال الأسبوع الممتد من 24 فبراير إلى 2 مارس 2025، مقارنة بـ14.9 بالمائة في الأسبوع السابق.
ورغم هذا الانخفاض النسبي، إلا أن خطر الانتشار لا يزال قائمًا، ما يفرض يقظة مستمرة وتعاونًا وثيقًا بين السلطات المغربية والإسبانية، لتفادي تطورات وبائية أكثر خطورة خلال الشهور المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )