في رحاب الكلية متعددة التخصصات، انطلقت فعاليات الدورة الثانية للمؤتمر الدولي "اللقاء الرياضي المتوسطي" حدث علمي مرموق ومحطة بارزة في مسيرة البحث الرياضي على الصعيدين الإقليمي والدولي. اجتمع تحت مظلته نخبة من الخبراء والعلماء والممارسين من مختلف أنحاء العالم، ليشاركوا أحدث التطورات في المجال الرياضي، ويتبادلوا الأفكار حول التطبيقات العملية للرياضيات في شتى المجالات.
تميز المؤتمر بكونه منصة حيوية للتعاون العلمي، حيث جمع بين رواد الرياضيات النظرية والتطبيقية، وساهم في تعزيز الحوار بين الباحثين والمهنيين العاملين في مجالات مثل الهندسة والاقتصاد والطب والتكنولوجيا. كما سلط الضوء على الدور المحوري للرياضيات في مواجهة التحديات المعاصرة، من خلال جلسات نقاشية وورش عمل غطت مواضيع متقدمة مثل النمذجة العشوائية في التمويل، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والأنظمة الديناميكية، إلى جانب التحليل العددي والحوسبة العلمية.
وقد خصص المؤتمر وقفة تكريمية للعميد الأستاذ علي أزديموسى، حيث انطلقت عبارات الشكر والعرفان من كل الحاضرين تقديراً لجهوده الجبارة في إرساء دعائم البحث العلمي وريادة المشهد الأكاديمي بالاقليم. فبفضل رؤيته الثاقبة وقدرته القيادية الفذة، استطاع العميد أزديموسى أن يحول الكلية متعددة التخصصات بالناظور إلى منارة علمية تشع معرفة وإبداعاً، وأن يضعها على خريطة التميز الأكاديمي وطنيا. ولم يقتصر عطاؤه على الجانب الإداري فحسب، بل امتد ليشمل دعمه اللامحدود للطلبة والباحثين وتشجيعه المستمر لكل المبادرات العلمية الرائدة، مما جعل منه أيقونة للعطاء وأباً روحياً لكل أسرة الكلية. كما شهد المؤتمر تكريمًا لذكرى الأستاذ يوسف أوكنين، أحد أبرز علماء الرياضيات على المستوى الدولي، مما أضفى بعدًا عاطفيًا وعلميًا على الفعاليات.
اختتمت فعاليات المؤتمر يوم السبت 17 مايو 2025 بحضور مكثف للباحثين والمهتمين، حيث تم تقديم عروض علمية متميزة من قبل متحدثين مرموقين مثل ديفيد نوالارت من جامعة برشلونة، ويوسف أوكنين من جامعة القاضي عياض، وخوسيه لويس دا سيلفا من جامعة ماديرا، بالإضافة إلى باحثين مغاربة بارزين مثل نسيم أصلاحماني وعبد المالك عزيزي.
يعد هذا المؤتمر خطوة مهمة في تعزيز التعاون العلمي بين دول البحر الأبيض المتوسط، وإبراز الدور الحيوي للرياضيات في دفع عجلة الابتكار والتقدم التكنولوجي. كما شكل مناسبة لتكريم رواد العلم الذين ساهموا في إثراء المعرفة الرياضية وتركوا إرثًا علميًا يستحق التقدير.
كتب في 17 مايو 2025
تعليقات الزوار ( 0 )