الكوكايين في السيارات والزعيم في مورسيا.. الحرس المدني يُسقط شبكة تهريب خطيرة بين مليلية وإسبانيا

ناظورسيتي:

في ضربة أمنية محكمة، تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية متورطة في تهريب الكوكايين بين مدينتي مليلية ومورسيا، ضمن ما سُمي بـ"عملية ديسيشو" (Operación Deshecho)، التي أسفرت عن توقيف أربعة أشخاص ومصادرة كميات مهمة من المخدرات والممتلكات المرتبطة بنشاط الشبكة.

التحقيقات انطلقت في يوليوز 2024، بعدما رصدت مصالح الحرس المدني مؤشرات على وجود مجموعة منظمة تُخطط بشكل ممنهج لتسويق الكوكايين بمدينة مليلية، عبر إدخاله من إسبانيا باستخدام ما يُعرف بـ"السيارات الملعونة"، أي تلك المجهزة بأماكن سرية أو ما يُسمى بالـ"الصناديق المزدوجة".

وخلال العملية، التي شملت مليلية وبلدة سان خافيير التابعة لإقليم مورسيا، تمكنت المصالح الأمنية من اعتراض مركبة مشبوهة على متن العبّارة القادمة من ميناء ألميريا نحو مليلية، حيث جرى حجز ما يقارب 5.8 كيلوغرامات من الكوكايين داخل صندوق مزدوج متقن الصنع، قُدّرت قيمتها السوقية بنحو 174 ألف يورو.

التحريات قادت المحققين إلى زعيم الشبكة، الذي كان يقيم في بلدة سان خافيير، حيث تبيّن أنه يتولى الإشراف الكامل على العمليات، من التمويل إلى التنسيق اللوجستي، بالإضافة إلى تزويد أفراد العصابة بمركبات معدلة خصيصًا لتهريب المخدرات. كما كشفت التحقيقات أنه كان يشارك في الترويج المباشر للمواد المخدرة وتوزيعها بشكل منتظم على المستهلكين.

وخلال مداهمة مقر الإقامة الذي كانت الشبكة تستعمله كمركز للعمليات، عثرت قوات الحرس المدني على كميات من الحشيش مهيأة للترويج، إلى جانب هواتف نقالة، وثائق مهمة، معدات لتقطيع المخدرات، مبلغ مالي نقدي قدره 940 يورو، وسيارة واحدة. وتم أيضًا الحجز التحفظي على قارب، و14 مركبة، بالإضافة إلى 30 حسابًا بنكيًا، بإجمالي أصول تُقدر بنحو 368 ألف يورو.

عملية "ديسيشو" نُفّذت بتنسيق بين وحدة الشرطة القضائية التابعة للحرس المدني في مليلية، بدعم من مصالح الكوماندرية بمورسيا، والفرقة الريفية للأمن، وفريق الكلاب المدربة، والوحدة الجمركية بميناء مليلية، وتحت إشراف مباشر من المحكمة الابتدائية رقم 4 بالمدينة.

وبهذا التدخل الأمني، تكون السلطات الإسبانية قد وجهت ضربة موجعة لشبكة محترفة في التهريب، يُتّهم أعضاؤها بجرائم خطيرة، من ضمنها الانتماء إلى منظمة إجرامية وارتكاب جرائم ضد الصحة العامة، في سياق استمرار الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الموانئ الإسبانية.

المصدر