كتب في 12 أبريل 2025

تقرير حول اللقاء التكريمي للسادة الأئمة، والذي نظمته أكاديمية الإمام بألمانيا بمناسبة عيد الفطر السعيد، بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بفرانكفورت

تقرير حول اللقاء التكريمي للسادة الأئمة، والذي نظمته أكاديمية الإمام بألمانيا بمناسبة عيد الفطر السعيد، بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بفرانكفورت

مراسلة

في أجواء سادها الود والتآزر، وتحت شعار: "الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية للمغاربة في ألمانيا"، وبتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بألمانيا، نظمت أكاديمية الإمام بألمانيا لقاءً نوعيًا يوم الاثنين 07 أكتوبر 2025، بقاعة المؤتمرات بمسجد التقوى بمدينة فرانكفورت، مباشرة بعد صلاة العصر، وذلك تكريمًا للسادة العلماء، أئمة المساجد، والدعاة، والوعاظ، وسائر الفاعلين في الحقل الدعوي، على مجهوداتهم التي يبذلونها لخدمة دينهم وحفاظهم على الهوية الدينية للمواطنين المغاربة.

وقد شهد هذا اللقاء حضورًا وازنًا من نخبة من الشخصيات الدينية والفكرية، من رؤساء مساجد وأئمة ووعاظ وفاعلين في مجال الدعوة الإسلامية بألمانيا، إضافة إلى ثلة من الضيوف والمهتمين بالشأن الديني والثقافي المغربي في المهجر.

افتُتحت فعاليات اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الشيخ الأستاذ عبد العزيز بعوش، نائب رئيس أكاديمية الإمام، حيث رحّب بالسيد القنصل العام للمملكة المغربية بفرانكفورت، مشيدًا بتفاعله الإيجابي ودعمه للمشاريع الجادة ووقوفه على مسافة واحدة من جميع المبادرات. كما رحّب بجميع الحاضرين، وشرح حيثيات وظروف انعقاد اللقاء، خصوصًا وأن الأكاديمية دأبت منذ تأسيسها على استغلال كل المناسبات للفت الانتباه إلى ضرورة نقل الإمام إلى المستوى الاعتباري الذي يليق بمكانته كضامن لحفظ الأمن الروحي للمسلمين بأوروبا.

وبعد الكلمة الافتتاحية الترحيبية، تفضل فضيلة الشيخ صديق الفارسي، إمام مسجد عمر بن الخطاب بمدينة فيسبادن، وأحد الأعضاء المؤسسين للأكاديمية، بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، بصوته الرخيم الجميل، إيذانًا بانطلاق أشغال اللقاء.

ثم تناول الأستاذ عبد الحكيم أزعوم، أحد أعضاء الأكاديمية وعضو مكتب مسجد التقوى العامر، نيابة عن السيد الرئيس القيدوم الحاج عبد الرحمن خوجة، كلمة باسم المسجد المستضيف، عبّر من خلالها عن سعادة جميع أعضاء المسجد، إمامًا وإدارة وجماعة، باختيار مسجد التقوى لعقد هذا اللقاء النوعي، مؤكدًا على أنه لقاء فريد من نوعه يدل على قدرة الأكاديمية على إنتاج الأفكار الإبداعية التي من شأنها خدمة الإمام والمسجد والمواطن المغربي، والحفاظ على هويته وأصالته. وشدّد على أن مسجد التقوى يفتح أبوابه ويرحب بكل بادرة ونشاط يخدم الصالح العام، وأن الأكاديمية يمكنها أن تعتبر المسجد شريكًا استراتيجيًا في كل أنشطتها. كما نوّه بتنسيق القنصلية العامة للمملكة المغربية بفرانكفورت وتشجيعها لجميع الأنشطة والمبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، وأثنى على شخصية السيد القنصل العام الأستاذ خليفة آيت الشيب، وعلى نشاطه وتفاعله وتواضعه وحكمته التي يشهد بها الجميع في المنطقة.

وفي كلمته التوجيهية، شدّد سعادة السيد القنصل العام الأستاذ خليفة آيت الشيب على أهمية مثل هذه المبادرات الرامية إلى صون الهوية الدينية والثقافية لمغاربة المهجر، خاصة في ظل التحديات المتعددة التي تعرفها المجتمعات الغربية، مما يستدعي تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمعية.

كما أكد سعادته على ضرورة التشبث بالثوابت الدينية والوطنية التي تتميز بها المملكة المغربية، وأعلن عن استعداد القنصلية التام لدعم الأكاديمية ومواكبة مشاريعها، مسخرًا إمكانياتها لخدمة هذه الرسالة النبيلة.

وعقب ذلك، أثنى سعادته مرة أخرى على الجهود المبذولة من قبل الأكاديمية، مشيدًا بالمستوى الرائع للتنظيم والتفاعل الذي شهده اللقاء، ومؤكدًا على أهمية العمل التشاركي بين الفاعلين الدينيين كلٌّ من موقعه، لما فيه خير الجالية المغربية والمسلمة في ألمانيا عامة.

وفي كلمته، قدّم السيد رئيس أكاديمية الإمام، الدكتور عبد الرحمن القادري، موجزًا عن تاريخ الأكاديمية، مبرزًا دورها الريادي في النهوض بالمستوى المعرفي والفكري والأكاديمي للإمام، والارتقاء برسالته، وتطوير وسائل وظيفته، والانتقال به من مستوى الأداء الشخصي إلى العمل المؤسساتي، وكذلك إدماجه في الأداء الحضاري بما يتوافق مع أصوله ووسطه المعيشي في مجتمع متعدد الثقافات.

تسخّر الأكاديمية في ذلك مختلف الوسائل والإمكانات، كتنظيم الدورات التكوينية والندوات والمحاضرات والمؤتمرات والمعارض، والشراكات مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية والثقافية والدينية وغيرها، وخصوصًا أنها تضطلع بالعناية بالبحوث والدراسات العلمية والمشاريع الفكرية التي تتعلق بواقع المسلمين في ألمانيا وغيرها.

بالإضافة إلى العناية بالأنشطة اللازمة لتحصيل الإمام الكافي من اللغة والعلوم الإنسانية، وتنظيم الرحلات والخرجات، والتظاهرات الرياضية والثقافية والفكرية والخيرية وغيرها، وتقديم تكوين أكاديمي للمساهمة في الرعاية الروحية، ومدارسة المستجدات والنوازل، وإصدار الفتاوى بخصوصها، وغيرها من الأنشطة التي تحقق أهداف الأكاديمية.

كما نوّه إلى أن الأكاديمية تعتزم إطلاق موقع رسمي لها خلال الأيام المقبلة، تبرمج من خلاله العديد من الأنشطة والفعاليات. وأكد أن الأكاديمية، ومنذ تأسيسها، ظلت وفية لرسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى سعي إدارتها الحالية نحو مزيد من التطوير والتعاون مع مختلف الفاعلين.

وقد تخللت الندوة كلمات ومداخلات عبّرت عن ارتياح الحاضرين لهذه المبادرة المباركة، وعن إعجابهم الشديد بمستوى التنظيم الاحترافي، وأكدوا أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تسهم في جمع الكلمة وتوحيد الصف في مجال العمل الإسلامي، كما قُدمت مجموعة من التوصيات والمقترحات التي تهدف إلى تعزيز التنسيق والتشبيك بين مختلف المؤسسات والفاعلين.

وفي جو من الألفة والتعارف، تم تنظيم استراحة شاي، أتاحت للحاضرين فرصة التلاقي وتبادل التجارب، تلتها فقرة تكريمية، تم خلالها توزيع جوائز تقديرية وتحفيزية على نخبة من الأئمة والشخصيات الفاعلة، عرفانًا بما بذلوه من جهود متواصلة في خدمة النسيج الديني والاجتماعي، ودعمهم المتواصل لمشاريع الدعوة والتأطير الديني في ألمانيا الاتحادية.

ثم تناول فضيلة الشيخ عمر برعيش، عضو مؤسس لأكاديمية الإمام، وإمام مسجد مالك بن أنس بمدينة هيبنهايم، كلمة باسم الأئمة، عرّج فيها على ثلاثية النجاح للدعوة في السياق الأوروبي (الإمام + المسجد + المسلم/رواد المسجد)، إذ إن التعاون بين هذا الثلاثي واجب لنجاح الدعوة ونقش البصمة الإيجابية في المجتمع. كما أشاد بمجهود السادة الأئمة في خدمة قضايا الفقه والمجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاجتهاد، خاصة مع تجدد الواقع وتغيره السريع، مما يستدعي الحرص في المواكبة حتى يستطيع الإمام المساهمة الإيجابية بأجوبته الفقهية المناسبة للزمان والمكان.

وفي ختام اللقاء، تم الإعلان عن فتح أبواب أكاديمية الإمام أمام الكفاءات والطاقات الدعوية التي تحمل همّ خدمة الإسلام والمسلمين في بلاد الغرب. كما تم التأكيد على أن مهمة الإمام اليوم لم تعد مقتصرة على الجوانب الدينية فقط، بل امتدت لتشمل أبعادًا تربوية، واجتماعية، ونفسية، واستشارية، مما يجعل من الإمام مؤسسة قائمة بذاتها، تحتاج إلى الدعم والمواكبة.

وقد أُشير في هذا السياق إلى أن المسؤولية جماعية، لا تقع على الإمام وحده، بل تستلزم وجود فريق عمل متكامل من ذوي الخبرات والمتخصصين، لضمان نجاعة الرسالة وتحقيق الأهداف المنشودة، في ظل التحديات المتزايدة التي يشهدها الواقع المعاصر.

واختُتم اللقاء بروح من التفاؤل والتفاعل، عبّر خلالها الحاضرون عن سعادتهم بنجاح هذه القمة، وتمنياتهم بتكرار مثل هذه المبادرات التي تعزز من حضور الجالية المغربية والمسلمة في المجتمعات الأوروبية، وتسهم في تأطير أبنائها دينيًا وفكريًا، في إطار رؤية مغربية أصيلة، معتدلة، ومنفتحة.

وقد تفضّل فضيلة الشيخ أحمد الزموري، إمام مسجد التقوى بفرانكفورت وعضو مؤسس لأكاديمية الإمام، برفع أكف الضراعة في ختام اللقاء، بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بأن يمنّ عليه بالشفاء والتمكين والحفظ.

بقلم الأستاذ بوزيان الزموري

فرانكفورت، في 6 أبريل 2025م الموافق لـ 7 شوال 1446هـ

5977f212-95a2-425a-b0fc-eeb346c24b99

e02ddcdd-5b88-4b04-8fdc-926c075023fe

effff9d5-844c-4157-a837-04f859c576c5

3a8333e9-8657-4b51-aefe-0dad2e64fde6

60572987-636a-4990-ac75-92e093c61435

8490f6fc-6f10-43db-8024-1bfb48f5d23b

b1ccff50-afc2-4405-8731-5729c56c2630

d40addab-ff2f-440a-9497-b9ee47bbcdda

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

19 أبريل 2025

مغاربة الشمال في حيرة بسبب أنباء إلغاء التأشيرة نحو سبتة ومليلية

19 أبريل 2025

نهائي كأس إفريقيا.. التوقيت والقتوات الناقلة لمباراة المغرب ومالي

19 أبريل 2025

أجنبي يعتنق الإسلام بمسجد الخطابي في الناظور وسط أجواء مؤثرة

19 أبريل 2025

يهم الناظوريين الراغبين في أداء المناسك.. السعودية تشدد إجراءات حج 2025