شهدت سويقة دوار الحرش بتراب الملحقة الادارية الحي الحسيني بمراكش صبيحة يومه الاربعاء 26 فبراير، على غير عادتها منذ اسابيع ، حالة من الحزن والركود، ساعات بعد اغلاق محل اشهر بائع سمك بالمغرب.
وحسب ما عاينته “كشـ24” فإن الوضع صار مغايرا تماما على ما كان عليه طيلة اسابيع مضت، حيث كانت “السويقة” مليئة بالزبائن وطوابير الوافدين من اجل اقتناء حصتهم من الاسماك باسعار منطقية ورخيصة، تصطف لساعات طويلة في انتظار حلول سيارات “مول الحوت” القادم من احدى المدن الساحلية كل صباح باكر، وجلهم يغتنمون الفرصة لاقتناء الخضر والفواكه و باقي الحاجيات من الدكاكين المجاورة، فيما يفصل العشرات منهم تناول الافطار في محل مجاور في انتظار وصول اسماك “عبد الاله” او حلول دورهم.
ولا حديث بين المواطنين في المنطقة اليوم سوى الاغلاق المفترض للمحل، وسط اجواء من التضامن الواسع مع الشاب عبد الاله، علما ان مصدر مسؤولا نفى لـ كشـ24 وجود اي قرار رسمي باغلاق المحل، مؤكدا ان “عبد الاله “مول الحوت” قرر بشكل ذاتي اغلاق المحل بعد زيارة لجنة مختلطة امس الثلاثاء، وتسجيلها لبعض المخالفات ، التي سجلت بالمناسبة في اكثر من محل بالمنطقة ومن ضمنها عدم الاشارة الى الاسعار وإشهارها، وعدم توفر معايير التخزيين الصحية.
وحسب مصدر مقرب من البائع الشاب، فإن الضغط النفسي الذي تعرض له خلال الايام القليلة الماضية كان وراء اغلاقه المحل امس بشكل مؤقت، مشيرا انه يفكر في العودة واستنئناف نشاطه، مع التخفيف مع حجم التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاديا للمزيد من الضغط و خشية تنامي محاولات التضييق عليه من طرف السلطات او المنافسين ومن مهنيي القطاع.
ويشار ان نشاط الشاب عبد الاله كان يتجاوز النشاط التجاري الصرف الذي تبدو عليه الامور ، الى الجانب الانساني حيث كسب تعاطف المواطنين الذين اعتبرو الالتفاف حوله والصبر لساعات في انتظار الحصول على حصتهم من السمك، رسالة مشفرة الى من يهمه الامر بخصوص غلاء الاسعار، والتشوق الى عودة الاسواق والاسعار الى ما كانت عليه قبل 3 او اربع سنوات بالمغرب، وهو ما يترجمه حجم الفرح والاجواء التي تسود عند وصول سيارات الاسماك الى عين المكان كل صباح.
وقد وصل الامر وفق ما عاينته “كشـ24 الى درجة ان النسوة كانت تردد “الصلاة و السلام على رسول الله” عند وصول الشاب كل صباح بسياراته المحملة بالاسماك الرخيصة، ما يترجم حجم الاحاسيس المختلطة التي كانت تسود بالمنطقة علما ان جل من يحشتد هناك كان يستطيع اضافة 5 دراهم او اكثر و تفادي الازدحام، لكن الالتفاف حول فكرة الحاق الهزيمة بالمضاربين و تجار الازمات، كانت تجعل قيمة لساعات الانتظار وشقاء الازدحام اليومي.
تعليقات الزوار ( 0 )