يشهد الشارع المراكشي خلال هذه الايام حالة من الاحتقان، وخاصة وسط المهتمين بالشأن المحلي والشأن البيئي، وذلك بعد اجتثات اشجار معمرة من شارع محمد الخامس، بالموازاة مع الاشغال التي يعرفها الشارع الاشهر بمراكش.
وكما حدث تماما في شارع الحسن الثاني قبل ازيد من عقد من الزمن ، وكما حصل في طريق تاركة قبل عدة اشهر عند انطلاق الاشغال ، تم من جديد الاجهاز على الاشجار المعمرة التي تؤثت المشهد العام منذ بداية القرن العشرين، دون ادنى حس بالمسؤولية او احساس بالندم لدى المسؤولين.
وقد وحهت جمعية مغرب البيئة 2050 في هذا الاطار مراسلة لعمدة مراكش، نددت بالجريمة البيئية ضد أشجار الزنبوع بمراكش من اقتلاع وتقليم ومحو لأثار هذه الشجرة المعمرة بمدينة مراكش”، حيث اشارت ان قرار التقليم القاسي لهذه الاشجار المعمرة من اجل تنقيلها لمكان آخر، غير صائب بتاتا ، خصوصا اننا المهتمين نبهوا كم مرة منذ السنة الماضية من الامر لان انقاذ هذه الاشجار كان ممكنا!!
واضافت المراسلة ان يهذه العملية انتم تعدم الجماعة هذا التراث الذي هو ملك وعشق كل المغاربة !! مشيرة الى ان أشجار الزنبوع (Citrus × aurantium) المميزة لمراكش تواجه اليوم تهديدًا خطيرًا، خاصة على طول شارع محمد الخامس في جليز.
ووفق المصدر ذاته فإن هذه الأشجار، التي يمكن التعرف عليها بأوراقها الخضراء اللامعة، وزهورها العطرة في الربيع، وثمارها في الشتاء، مضيفة انها ليست مجرد عنصر طبيعي في المشهد الحضري، بل هي شاهد حي على تاريخ المدينة، ورابط ثمين مع ذاكرتنا الجماعية البصرية والحسية.
ويعود تاريخ أشجار الزنبوع في مراكش إلى العصر الموحدي (القرن الثاني عشر)، عندما كانت المدينة في أوج ازدهارها. وقد تم إدخال هذه الأشجار لما لها من خصائص جمالية ووظيفية، مما ساهم في تزيين الحدائق التاريخية، وخاصة حدائق أكدال والمنارة. منذ ذلك الحين، رافقت هذه الأشجار حياة المراكشيين، حيث وفرت الظل، والعطور الفواحة، وأضفت هوية بصرية فريدة للمدينة.
تعليقات الزوار ( 0 )