ناظورسيتي: متابعة
في خطوة قانونية هامة، قررت المحكمة الوطنية الإسبانية إحالة سيدة من أصول صحراوية للمحاكمة بتهم التحريض على الجهاد عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار تحقيقات متواصلة حول تورطها في دعم الفكر المتطرف وتحفيز أعمال إرهابية تستهدف المغرب. المتهمة، التي تقيم في جزيرة مينوركا بجزر البليار، كانت على صلة بعائلة ذات تاريخ معروف بالتورط في الأنشطة الإرهابية.
كشفت التفاصيل الواردة في التحقيقات أن المتهمة، التي تشتبه السلطات الإسبانية في تطرفها الديني ونزعتها الانفصالية المتشددة، قد استعانت بتطبيق "تليغرام" للتواصل مع أفراد آخرين يؤيدون الفكر المتطرف.
وأظهرت الأدلة الرقمية أنها كانت تشجعهم على الانخراط في ما يسمى بـ"الجهاد"، بل وعملت على توفير مواد لوجستية مثل الأحزمة الناسفة لتنفيذ هجمات إرهابية. كما تواصلت مع سبعة أشخاص على الأقل، ودعمتهم بمحتوى تحريضي لتعزيز تطرفهم وتنفيذ عمليات تهدد أمن المملكة المغربية.
التحقيقات أظهرت أيضا تسجيلات ورسائل تشير إلى استعداد المتهمة للقيام بعمليات إرهابية، بما في ذلك السعي للحصول على أسلحة ومتفجرات. المحكمة الوطنية الإسبانية وصفت تطرف المتهمة بأنه بلغ مستويات تهدد الأمن الإقليمي، مشيرة إلى خطورة الموقف.
يأتي هذا التصعيد في إطار تهديدات أمنية متزايدة في المنطقة، لا سيما مع تزايد الهجمات من قبل جبهة البوليساريو. ففي التاسع من نونبر 2023، شنت ميليشيات الجبهة هجوما إرهابيا على منطقة المحبس جنوب المغرب، مستهدفة احتفالات ذكرى المسيرة الخضراء. ورغم إطلاق أربعة مقذوفات من سيارات دفع رباعي شرق الجدار الأمني، إلا أن القوات المسلحة الملكية نجحت في التصدي للهجوم، وتحييد المعتدين بواسطة طائرة مسيرة.
ذكرت العملية الإرهابية الأخيرة المغاربة بهجوم آخر تعرضت له مدينة السمارة في نهاية أكتوبر الماضي، حيث أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. هذه الهجمات تأتي في وقت حساس بعد إعلان جبهة البوليساريو في 2020 إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار، ما تسبب في تصاعد التوترات العسكرية والأمنية في المنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )