تعيش حديقة “عرصة البيك”، الواقعة وسط ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، حالة من الإهمال والتدهور، رغم كونها واحدة من أقدم المساحات الخضراء في المدينة، وقد تبدو للناظر إليها من بعيد كواحة من الجمال الأخضر، لكنها تخفي وراءها مشاهد مؤسفة من الإهمال والتسيب.
وحالما يقترب الزائر من الحديقة، تبدأ ملامح هذا الإهمال بالظهور بوضوح، كراسي مكسرة متناثرة في أرجائها، وروائح كريهة تزكم النفوس، تعم المكان نتيجة التبول وتراكم النفايات التي يعود جزء منها إلى موقف العربات المجرورة “الكوتشي” المحاذي لها.
إلى جانب ذلك، أصبحت الحديقة ملاذا لبائعات الهوى وللتشرد والانحراف، حيث يحتل المتشردون والمنحرفون الكراسي القليلة الصالحة للجلوس، مما يزيد من تعقيد الوضع ويحول دون استخدام الحديقة من قبل العامة، خاصة السياح الذين ينال منهم التعب بعد الجولات التي يقضونها في الأسواق والفضاءات المحيطة بساحة جامع الفنا.
ورغم وجود حراس مكلفين بمراقبة الحديقة، إلا أن دورهم يقتصر على تسجيل الحضور دون القيام بأي مهام ملموسة لتحسين أوضاع الحديقة، وهذا الواقع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة في إعادة تأهيل هذه المساحة الحيوية وترتيبها، بحيث تعود لسابق عهدها تجذب الزوار والسياح وتوفر مكانا للراحة والاستجمام في قلب الساحة.
تعليقات الزوار ( 0 )