كتب في 1 يوليو 2023

“زامبو” .. أكلة شعبية تؤثث موارد الأسر الريفية في فصل الصيف

لا تخلو موائد الاسر المغربية في الأرياف الشمالية للمملكة، من وجبة “زامبو”، التي تحتل مكانة بارزة في ثقافة ووجدان الأهالي، ما يجعل منها رمزا لكرم الضيافة في المناسبات وغيرها.

ووجبة “زامبو” ولها تسميات مرادفة أخرى من قبيل “زميطة” او “تزميط”، هي عبارة عن أكلة يتزايد استهلاكها بصورة لافتة، خلال موسم نضج القمح، ما يجعل منه أكلة موسمية بامتياز، تجد مكانها على موائد الأسر، في مناسبات احتفالية محددة أو لعيون ضيوف معينين.

الفاعل الجمعوي، محمد ازناكي ، فلا يوجد مدلول لغوي معروف لكلمة “زامبو” أو أصلها، خاصة وأن هناك بعض مناطق الريف، تفضل تسمية هذه الوجبة بـ” ثزميت “، إلا أنه أوضح أن هذه الأكلة في الأصل هي عبارة عن دقيق متساقط خلال عملية طحن “دشيشة” الشعير بواسطة الطاحونة اليدوية.

ويضيف ازناكي، أن هذا الدقيق المتساقط من الطاحونة، هو متأصل من سنابل شعير لم يكتمل نضجها، بعد أن يتم تحميصها في “كانون” منزلي لمرتين، ثم طحنها.و”الكانون”، هو عبارة عن نوع من أنواع المواقد، يكون عادة في الأرض، يُصنع من الحجر ويُوقَد فيه الحطب أو الجمر.

ولا يزال سكان البوادي في المغرب يستعينون بها لأغراض التدفئة والطبخ حتى يومنا هذا.

أما عن طريقة تحضير “زامبو”، فيتم خلطه مع قليل من الماء والملح وزيت الزيتون، وؤكل هكذا لأن أصلا هذا الطحين يكون محمصا وذا مذاق جيد، كما يقوم البعض بدحرجة ثمار التين والتين الشوكي في هذا الطحين “زمبو” وأكلها.

ويربط الكثيرون ظهور أكلة “زامبو”، بسنوات المجاعة التي عرفتها العديد من مناطق شمال المغرب، خلال أوائل القرن الماضي، باعتبار سهولة تحضير هذه الوجبة التي ابتدعتها النساء الريفيات، لتدبير لقمة العيش في مواجهة المجاعة الكاسحة.

غير أن محمد ازناكي، يستبعد هذا الأمر بشكل قاطع، مؤكد أن لا علاقة لـ”زامبو” بسنوات المجاعة أو بأي أزمة أخرى، لأن الأكلة عبارة عن طبق ترفي وتكميلي لا يتم إعداده إلا للتحلية في المناسبات بين الفينة والأخرى.

ويتابع المتحدث “وبما انه مصنوع من القمح، فمن المنطقي ألا تكون له علاقة بأزمة المجاعة، اذ كان الأولى أن يصنع بالقمح خبز لاشياع الجوع بدل “زمبو” الذي ما هو الا تحلية مثله مثل حلويات العيد”.

وتتشارك مختلف مناطق الريف المغربي بشمال البلاد، الحفاظ على هذه الوجبة كأحد مكونات الخصوصية التي تميز المنطقة، لا سيما في اقليم الحسيمة، اضافة الى الناظور وشفشاون.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

مقالات ذات الصلة

14 مايو 2024

طريق الموت بين الدريوش وبن الطيب.. ممر واحد يحصد أرواح المواطنين سنوياً

12 مايو 2024

سوق امطالسة في الدريوش.. مشروع بأكثر من مليار سنتيم يتحول إلى مرتع للإهمال والتخريب

8 مايو 2024

‎جمعية من الدريوش تسلم 11 وحدة سكنية متنقلة ومسجداً مجهزا لضحايا زلزال الحوز

4 مايو 2024

مصير غامض.. توقف أشغال القاعة المغطاة في بن الطيب منذ 8 سنوات