هزتان أرضيتان جديدتان ضربتا صباح اليوم الأحد إقليم الحسيمة، لم تتجاوزا سقف 4 درجات على سلم ريشتر، وهو ما خلق حالة من الذعر في صفوف السّاكنة المحلية، لاسيما في ظل تسجيل “سلسلة زلازل” تضرب مناطق مختلفة من العالم.
وأعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء عن تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 3.8 درجات على سلم ريشتر صباح اليوم الأحد بإقليم الحسيمة.
وأوضح المعهد، في نشرة إنذارية، أن هذه الهزة، التي حدد مركزها في جماعة إمرابطن، وقعت على الساعة التاسعة و36 دقيقة و47 ثانية صباحا (توقيت غرينيتش+1).
وكان المعهد أعلن في وقت سابق من صباح اليوم عن تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 4.3 درجات، بجماعة النكور التابعة للإقليم، وقعت على الساعة السابعة و59 دقيقة و31 ثانية صباحا (توقيت غرينيتش+1).
وعلى مدى عقود، عُرفت منطقة الريف بأنها منطقة نشيطة زلزاليا، ومازالت ذاكرة ساكنتها تحتفظ بمشاهد الدمار الذي خلفه زلزال 2004، الذي أودى بحياة مئات الأشخاص في إقليم الحسيمة وهدم البنيان، ثم زلزال 2016 الذي بلغت قوته 6.1 درجة على سلم ريشتر وخلف أضرارا مادية جسيمة.
وفي فبراير من عام 2004، شهدت الحسيمة أحد أعنف الزلازل التي ضربت شمال المغرب، وبلغت شدته 6.3 درجات على مقياس ريشتر؛ وخلف خسائر بشرية ومادية وعمرانية كبيرة، حتى إن المناطق المجاورة تضررت منه. وقُتل ما بين 628 و631 شخصًا معظمهم من سكان المناطق القروية، وجُرح 926 وشرد ما يصل إلى 15000.
ويؤكد جمال فكيكي، من ساكنة إقليم الحسيمة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الزلزال أصبح أمرا عاديا في منطقة الريف، بحكم عدد الهزات الأرضية التي تشهدها”، مبرزا أن الهزتين الأخيرتين كانتا عاديتين ولم يشعر بهما إلا الذين يقطنون في بنايات عالية، ومشددا على أن “الأسواق ممتلئة بالناس ولا أحد شعر بالهزة الأرضية”.
ويشير مصدر من جماعة الحسيمة إلى أنه تم مؤخرا الانتهاء من أشغال بناء مرصد للزلازل بجماعة بني حذيفة، أنجز من طرف الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تفعيلا لاتفاقية شراكة بين مجلس الجهة والمعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس؛ وذلك بهدف تعزيز ودعم البحث العلمي والتقني في الميادين الجيوفيزيائية، واقتراح أفضل آليات الوقاية والتعامل مع المخاطر الطبيعية، وعلى رأسها الزلازل.
ويشير نبيل الأندلوسي، مستشار بجماعة الحسيمة، ورئيس جمعية منتدى الحسيمة للتنمية والثقافة والتضامن، إلى أن الهزة الأرضية التي استشعرها معظم سكان إقليم الحسيمة، وكان مركزها بجماعة أربعاء تاوريرت، “خلقت نوعا من الخوف في صفوف الساكنة”، مبرزا، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذه الهزة كانت متوسطة لسببين، هما أن شهر فبراير هو “شهر الزلزال” بالنسبة للذاكرة الشعبية المحلية، وكذلك بسبب التأثر العاطفي الوجداني بفعل المواكبة الإعلامية للفواجع التي خلفها الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أيام، حيث مازالت أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين متواصلة.
ودعا الفاعل المدني ذاته إلى “تفعيل مرصد الزلازل وتزويده بالأطر والكفاءات لينطلق في العمل، مع التأكيد على أهمية الانفتاح على المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، وكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، للمساهمة في عمل هذا المرصد”.
كما دعا الأندلوسي مؤسسات الدولة المعنية إلى المساهمة في تكوين متطوعين وتأطيرهم بالتنسيق مع جمعيات وفعاليات مدنية، والتكوين في مجال التعامل مع الكوارث، وإعداد فرق متخصصة.
ويستحضر الأندلوسي زلزال 2004 الذي ضرب منطقة الريف، موردا: “عشنا لحظات من الارتباك، سواء بالنسبة للدولة أو جمعيات المجتمع المدني، وهذا ما يجب العمل عليه في إطار مقاربة استباقية لتقعيد أساليب وآليات العمل والتنسيق والمبادرة”.
تعليقات الزوار ( 0 )