أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
من بين 145 دولة شملها التقرير؛ وضع موقع "غلوبال فاير باور" الجيش الجزائري في المرتبة الأولى على الصعيد المغاربي خلال السنة الحالية (2023).
الموقع نفسه، المهتم بالشؤون العسكرية، وضع الجيش الجزائري في المرتبة الـ26 عالميا، مسجلا تقدما بـ5 مراتب مقارنة مع العام المنقضي (2022)، الذي حلت في الرتبة 31 على الصعيد العالمي.
ووفق المصدر نفسه، فإن جيش بلاد "القوة الضاربة" يبلغ عدد أفراده 465 ألفا، ضمنهم 130 ألف عنصر في الخدمة، ثم 135 ألف فرد احتياطي، علاوة على 547 طائرة عسكرية، من بينها 90 مقاتلة.
أما المغرب، يوضح التقرير عينه، فإنه حل ثانيا بعد الجزائر في المنطقة المغاربية، فضلا عن أنه بلغ الرتبة 61 عالميا، بعدما تراجع بـ6 درجات (55) مقارنة بالعالم المنصرم (2022).
وفي التفاصيل، أورد التقرير عينه أن الجيش المغربي يضم 375 ألف عنصر، من بينهم 200 ألف فرد في الخدمة، ثم 150 ألف جندي احتياطي. كما يتوفر أيضا على 250 طائرة عسكرية، ضمنها 83 مقاتلة.
محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن السباق المحموم للتسلح في الجزائر سببه العداء العقائدي لـ"جنرالات قصر المرادية" تجاه المغرب.
كما أضاف لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن هذا التسلح الغاية منه تصدير الأزمات التي تتخبط فيها الجزائر على كافة المستويات، شارحا أن بلاد "القوة الضاربة" تحاول، بهذا التوجه، استرجاع بعض الأدوار الإقليمية، بعد العزلة التي تواجهها بفعل الصحراء المغربية، التي عرفت تطورات إيجابية تخدم قضية المغاربة الأولى.
أستاذ العلاقات الدولية أردف أن الجزائر فقدت الثقة التي كانت تنعم بها في ملف محاربة الإرهاب بمنطقة الصحراء والساحل، ليحل محلها المغرب الذي كسب ثقة عدد من الدول والشركاء التقليديين والجدد.
وزاد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن الشعار الذي رفعته الجزائر، خلال انعقاد القمة العربية، فارغ من أي المحتوى، جراء التوجه المفرط للجزائر صوب التسلح، الذي لا يخدم المنطقة المغاربية والإفريقية على حد سواء.
وعن الصفقات العسكرية الجزائرية، شدد المتحدث المذكور أنها مجرد خردة مما تبقى من الترسانة العسكرية الروسية، واصفا إياها (الصفقات) بالمشبوهة، نظرا إلى أن الجيش الجزائري تعوزه الخبرة العسكرية في الصفقات، ما يجعله يتخبط خبط عشواء ويشتري أسلحته بشكل فوضوي دون خبرة.
وبخصوص المغرب، قال لعروسي إن الإنفاق العسكري للمملكة معقول وفي نطاق المقبول، من أجل الدفاع عن حدوده من أي هجوم من "ميليشيات البوليساريو" المدعومة من لدن النظام الجزائري، لافتا إلى أن المغرب يختار أسلحته المنتقاة بعناية فائقة، ويقصد أنظمة دفاعية وهجومية متطورة ومتقدمة.
وخلص أستاذ العلاقات الدولية إلى أن المغرب ما يزال يقدم يده الممدودة إلى الجزائر لطي صفحة الخلاف، ثم من قصد تذويب جليد التوتر الحاصل بين البلدين، اللذين تربطهما أواصر متينة وعريقة وقديمة قدم التاريخ الضارب في أعماق الفكر الإنساني.
تعليقات الزوار ( 0 )