استجابة للنداءات التي تداولها متتبعون للشأن المحلي بخريبكة من أجل التبرع بالدم، وتوفير تلك المادة الحيوية للمصابين في حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين صباح الأربعاء، حجّ إلى مركز تحاقن الدم بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، صباح اليوم الخميس، عدد كبير من الراغبين في التبرع بالدم من مختلف الأعمار.
ووفق ما عاينت جريدة هسبريس الإلكترونية فقد استجاب المتطوعون للإعلانات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، الداعية إلى التضامن الفعلي مع المصابين، إذ احتشد أزيد من 500 متطوع ومتطوعة أمام مركز تحاقن الدم، رغبة منهم في المساهمة في إنقاذ أرواح من هم في حاجة إلى الدم.
وما إن فتح المركز الصحي أبوابه لاستقبال المتبرعين حتى امتلأت جميع الأسرة المخصصة لهذه العملية، ما دفع الأطر الطبية والتمريضية إلى مضاعفة الجهود لمسايرة الأعداد الكبيرة للمتبرعين الذين يصلون إلى المركز فرادى وجماعات، قادمين من مختلف الأحياء السكنية لمدينة خريبكة والمناطق المجاورة.
وحرصا على مرور عملية التبرع بالدم في ظروف ملائمة، جرى توفير عدد من الكراسي داخل خيمتيْن لانتظار دور كل متبرع، فيما تجند عدد من المتطوعين والمتطوعات للمشاركة في العملية التنظيمية للمتبرعين، وذلك بتنسيق مع إدارة المستشفى وباقي السلطات المعنية؛ غير أن العدد الكبير للمتبرعين أربك كل حسابات اللجنة المنظمة.
ووفق النتائج الأولية لهذه المبادرة التضامنية، وتحديدا من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الواحدة من زوال الخميس، بلغ عدد أكياس الدم 220 كيسا، في وقت تجاوز عدد المنتظرين 500 شخص، ما يشير إلى أن عدد أكياس الدم سيتضاعف مع نهاية العملية التي من المرتقب أن تستمر طيلة الأسبوع الجاري.
وقالت إيمان رشيد، تقنية ببنك الدم بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، في تصريح لهسبريس، إن “ساكنة المدينة قررت التبرع بالدم بشكل عفوي، ما جعل التوافد على المرفق الصحي كبيرا جدا”، مضيفة أن “المتبرعين يستحقون كل الشكر بسبب البصمة التي وضعوها في هذه الفاجعة”.
وفي ردها على التساؤلات التي تُطرح حول مصير أكياس الدم المتحصل عليها في حملات التبرع التي نظمتها جمعيات المجتمع المدني في الآونة الأخيرة، ومدى استعمالها في إنقاذ أرواح المصابين في حادثة السير الأخير، قالت إيمان رشيد إن “مخزون الدم الناتج عن حملات التبرع الأخيرة هو ما تم استعماله مباشرة بعد وصول المصابين إلى المرفق الصحي، وبالتالي من الضروري أن يتم تعزيز مخزون الدم بمثل هذه الحملات التطوعية”.
يشار إلى أن حافلة لنقل المسافرين كانت قادمة من مدينة الدار البيضاء ومتوجهة نحو مدينة أيت عتاب انقلبت صباح الأربعاء بتراب الجماعة القروية بولنوار، التابعة لإقليم خريبكة، وذلك بالطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين مدينتي خريبكة والفقيه بن صالح، وخلفت 23 قتيلا و36 جريحا من من النساء والرجال والأطفال.
تعليقات الزوار ( 0 )