هكذا يعزز المغرب استعداده لمواجهة جدري القرود

ناظورسيتي: متابعة

تزامنا مع التحذيرات الدولية المتزايدة حول تفشي مرض جدري القرود، قامت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتحديث استراتيجيتها الوطنية لمكافحة هذا المرض. يتماشى هذا التحديث مع التطورات الحديثة في الوضع الوبائي العالمي، وكذلك مع التقدم العلمي في فهم الجوانب السريرية والوبائية للمرض.

اعتمد المغرب خطة شاملة وجديدة لرصد والاستجابة لفيروس جدري القرود، حيث تقدم هذه الخطة توجيهات محدثة للعاملين في مجال الرعاية الصحية حول كيفية التعامل مع هذا المرض. الهدف الرئيسي هو الكشف المبكر عن الحالات المحتملة التي قد تصل إلى المغرب، والحد من انتشار المرض داخل البلاد، بالإضافة إلى توفير إدارة فعالة للحالات المؤكدة وتقديم الرعاية اللازمة للمخالطين.

الفيروسات لا تعترف بالحدود، وهذه حقيقة تبرز أهمية التأهب الدولي، خاصة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بشأن تفشي جدري القرود. هذا المرض، الذي عرف عودة مقلقة في 16 دولة أفريقية، يشكل تهديدا كبيرا مع معدل وفيات يصل إلى 3%.

انتقال وأعراض مرض جدري القرود

ينتقل جدري القرود عبر الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو من خلال الأشياء الملوثة. تتراوح فترة الحضانة عادة بين 6 إلى 13 يوما، وتشمل الأعراض الشائعة الحمى وظهور طفح جلدي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصا لدى الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء الحوامل وذوي المناعة الضعيفة.

تدار الحالات الخفيفة من خلال العزل المنزلي مع متابعة طبية عن بعد. أما الحالات الشديدة، فقد تستدعي دخول المستشفى في عزلة تامة. يتركز العلاج على تخفيف الأعراض، مع تطبيق إجراءات صارمة للنظافة لمنع انتقال الفيروس. يعتبر عقار "تيكوفيريمات" العلاج المضاد للفيروسات الأساسي في هذه الحالات.

يشمل الدليل الجديد إجراءات صارمة لإدارة المخالطين، خاصة لأولئك الذين تعرضوا لخطر عال. يخضع هؤلاء المخالطين لعزل ذاتي لمدة 21 يوما مع مراقبة دقيقة وفرض قيود مشددة. كما تتضمن الإجراءات تدابير خاصة لنقاط الدخول وتوجيهات خاصة للنساء الحوامل والأطفال.

يمكن للقاح المخصص لجدري القرود أن يقي من الإصابة إذا تم تقديمه في غضون أربعة أيام من التعرض لشخص مصاب. يمكن أن يمتد هذا الإطار الزمني إلى 14 يوما في حال عدم ظهور الأعراض. يوصى بهذا التطعيم للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، خاصةً خلال فترات تفشي المرض.

ويتعين على العاملين في مجال الرعاية الصحية استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة عند التعامل مع الحالات المشتبه بها أو المؤكدة، إضافة إلى اتباع بروتوكولات صارمة لإدارة النفايات وتعقيم الأسطح للحد من انتشار الفيروس.