ناظورسيتي: محمد العبوسي
احتضنت قاعة أتنيو برشلوني وسط مدينة برشلونة الإسبانية، يوم الخميس 29 ماي 2025، ندوة ثقافية دولية تمحورت حول ثقافة السلام وأسس العيش المشترك بين الشعوب. اللقاء نُظم بمبادرة من جمعية "نجوم المتوسط"، وشارك فيه باحثون ومفكرون من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة.
الحدث تميز بحضور الجمعية المغربية "موشي بنميمون للتراث اليهودي المغربي وثقافة السلام"، التي مثلت المغرب في هذا اللقاء من خلال طرح تجربتها في الدفاع عن قيم التسامح وإبراز غنى التراث العبري المغربي كأحد أعمدة التعدد الثقافي بالمملكة.
من بين أبرز المتدخلين، إسحاق ليفي، رئيس جمعية "ليكرا"، الذي خصص مداخلته للإشادة بالدور الريادي الذي يلعبه الملك محمد السادس في حماية التراث اليهودي بالمغرب، وتكريسه لثقافة السلام والانفتاح داخل المجتمع المغربي، الذي لطالما شكل استثناء في محيطه الإقليمي.
الندوة لم تقتصر على البعد المغربي فقط، بل شملت أيضا رؤية آسيوية قدمها المقاول والمفكر الصيني شانغيو باو شينو، الذي استعرض أوجه العلاقة بين الفلسفة الصينية القديمة، خصوصا البوذية، ومفاهيم التربية الروحية، مشددا على أهمية الاعتراف بالآخر وبناء السلام من منطلق فلسفي وأخلاقي عميق.
أما إيدموند أرماسين، المتخصص في العلوم الفيزيائية والمستشار في علوم الأنظمة، فاختار أن يقارب الموضوع من زاوية مختلفة، مبرزا كيف أن العلوم الحديثة، رغم طابعها المادي، لا تنفصل عن البعد الروحي في فهم سلوك الإنسان وتنظيم علاقته بالآخر.
اللقاء أطره السيد بابلي، رئيس جمعية "نجوم المتوسط"، الذي شدد في كلمته الافتتاحية على أن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو ترسيخ الوعي بأهمية السلام والتعايش في عالم يشهد تصاعدا في النزاعات والتعصب والهويات المغلقة.
وشهدت الندوة حضور عدد من الفاعلين الجمعويين والمهتمين بالشأن الثقافي، إلى جانب شخصيات علمية وفكرية من دول مختلفة، مما منح الحدث طابعا دوليا حقيقيا، عكس التقاء ثقافات متعددة حول قضية إنسانية جامعة.
تعليقات الزوار ( 0 )