ناظورسيتي:
في زمن التسويق الرقمي والبيع عبر الإنترنت، لم يعد عرض سيارتك للبيع أو البحث عن سيارة مستعملة يتطلب أكثر من ضغطة زر على موقع مثل “أفيتو”. لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه الضغطة قد تكون أول خطوة نحو فخ محكم، وقد تنتهي بك ضحية سرقة… أو حتى خلف القضبان!
في مدينة الناظور، قبل سنوات، تعرض شاب لعملية نصب ذكية وغريبة من نوعها: وضع سيارته الفاخرة من نوع “غولف 7” للبيع عبر موقع “AVITO”، وتلقى اتصالاً من شخص يزعم أنه من طنجة ويرغب في شراء السيارة. اتفقا على أن يعاين المشتري السيارة أولاً، وهو ما حدث بالفعل… لكن صاحب السيارة لم يكن يعلم أن من “جاء لمعاينة” سيارته هو في الحقيقة لص محترف.
وبينما كان ينتظر عودة المشتري لبدء التفاوض، اكتشف أن السيارة اختفت دون أثر! كل شيء تم بسلاسة، وبدون أي عنف، وبتقنية عالية يُرجّح أنها استُخدمت لفتح السيارة وتشغيلها دون مفتاح. وهكذا، ضاع كل شيء في لحظة.
بعد سنوات، هذه الظاهرة عادت، ولكن بوجهٍ أخطر وأكثر تعقيدًا… في مدينة طنجة.
شاب ووالده عثرا على إعلان سيارة معروضة للبيع عبر “أفيتو”. اتفقا مع البائع، وذهبا للقائه بهدف إتمام الصفقة. لكن “البائع” لم يكن إلا نصّابًا محترفًا، فتعرضا للسرقة، ولم يحصلا على سيارة ولا حتى فرصة للتفاوض.
الخطير في هذه الحالة أن رقم الهاتف الذي استُخدم في التواصل كان مسجلاً باسم شاب آخر لا علاقة له بالجريمة. ورغم تأكيده للمحكمة أنه ضحية استغلال لبطاقته الوطنية، وأن المجرم الحقيقي هو شخص يشبهه سرق هويته، فقد أُدين بثلاث سنوات حبسًا نافذًا بتهمة “المشاركة في السرقة”، مع تبرئته فقط من تكوين عصابة.
من لص يسرق سيارة إلى شاب يُدان فقط لأن رقمه الهاتفي استُخدم في جريمة… يبدو أن النصب عبر الإنترنت لم يعد فقط استهدافًا للجيب، بل قد يُهدد مستقبلك، حريتك، وسمعتك.
رسالة تحذيرية واضحة:
هذه الوقائع تكشف حجم المخاطر التي أصبحت تهدد المواطنين عند البيع أو الشراء عبر مواقع الإعلانات المجانية، وخصوصًا في صفقات السيارات:
• لا تترك سيارتك وحدها لأي “مشتري” غريب.
• لا تتعامل مع بائع لا تراه شخصيًا وفي مكان آمن.
• لا ترسل أي معلومات شخصية أو صور للبطاقة الوطنية لأي طرف.
• وكن على وعي بأن مجرمي اليوم لا يسرقون فقط… بل يُتقنون التمويه، ويُقحمون ضحايا آخرين بدلاً عنهم.
تعليقات الزوار ( 0 )