كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية بأن العاملة الموسمية المغربية التي قضت في حادث انقلاب حافلة لنقل العمال بإقليم ويلبا بإسبانيا حلت بالبلد الأوروبي قبل أقل من شهر، وبالضبط في 11 أبريل الماضي، رفقة 199 امرأة مغربية أخرى في إطار الرحلات المنظمة بتنسيق بين البلدين لأفواج العاملات الزراعيات الموسميات.
وأكد المصدر ذاته أن الهالكة، التي تُدعى سارة والتي تبلغ من العمر 40 سنة، تركت ثلاثة من أبنائها في المغرب، مبرزا أنها المرة الرابعة التي تُسافر فيها إلى إسبانيا في إطار نظام الهجرة الدائرية للعاملات الزراعيات الموسميات خلال مواسم جني محاصيل الفراولة؛ لكنها المرة الأولى التي تشتغل فيها مع الشركة التي كانت ذاهبة إلى حقولها والتي تُدعى Surexport.
وأشارت “إلباييس” إلى أنه يُسمح للعاملات الزراعيات اللواتي سبق أن سافرن إلى إسبانيا في مواسم سابقة باختيار وتغيير الشركة التي سيعملن لصالحها، لعلمهن بتوفيرها ظروف عمل أفضل أو لتكوينهن صداقات وعلاقات مع عاملات أخريات ويأملن في العيش معا خلال الأشهر التي يقضينها بعيدا عن أسرهن.
وفي الأول من شهر ماي الجاري، كانت سارة رفقة 40 من عاملات أخريات في رحلتها الأخيرة التي انطلقت في الساعة الـ6:25 صباحا بالتوقيت المحلي، من منطقة سان خوان ديل بويرتو إلى الدفيئات (البيوت البلاستيكية الزراعية) المخصصة لزراعة الفراولة والواقعة بين منطقتي ألمونتي وإل روسيو، قبل أن تنقلب الحافلة مخلفة أزيد من عشرين مصابة من زميلاتها بجروح متفاوتة الخطورة.
وعادت 22 عاملة إلى المأوى المخصص من الشركة، وفق الصحيفة الأيبيرية، بعد مغادرتهن المستشفيات والمراكز الصحية؛ لكن الحزن والتعب والأعصاب والصدمة تخيم على المكان، بينما يؤكد منسق الصليب الأحمر بويلبا أن وضع جميعهن لا يسمح لهن بالحديث، مبرزا أنهن “في حالة حداد ويحاولن استيعاب ما حدث”.
وأضاف أن العاملات الناجيات سيحصلن على دعم ومتابعة نفسية وعاطفية، حسب تطور حالتهن، على أيدي فريق يتكون من علماء نفس وأخصائي اجتماعي ووسيط.
في المقابل، ما زالت 9 عاملات يتلقين العلاج في مستشفيات مختلفة في ويلبا وإشبيلية، ثلاثة منهم حالتهن خطيرة لكنها مستقرة، حسب بيان وزارة الصحة الإسبانية التي أكدت أن جميعهن سيحصلن على المساعدة الطبية الضرورية لأنها مشمولة بالضمان الاجتماعي، كما سيحصلن على الأجر الذي يتوافق مع كونهن في إجازة وبعض الالتزامات الاجتماعية والعملية التي تغطيها القاعدة التي تنظم التوظيف في المصدر.
من جانبها، ستقوم الشركة، وهي واحدة من أكبر التعاونيات الزراعية بويلبا وتوظف 4300 شخص من بينهم 892 مغربيا، بتغطية جميع تكاليف إعادة جثة سارة إلى المغرب، إلى جانب دفع تكاليف سفر أقارب الهالكة الراغبين في السفر إلى ويلبا، حيث تعمل مع الحكومة الإسبانية والقنصلية المغربية لتسريع عملية الحصول على التأشيرات.
في سياق متصل، يواصل الحرس المدني التحقيق في أسباب فقدان السائق، الذي كان أحد المصابين بجروح طفيفة وغادر المستشفى يوم الاثنين، السيطرة على الحافلة؛ فيما تشير المعطيات الأولى إلى أن الضباب الكثيف الذي غطى الطريق، الذي يربط سان خوان ديل بويرتو بالدوار عند مخرج ألمونتي، هي الفرضية الرئيسية التي يجري النظر فيها.
تعليقات الزوار ( 0 )