ناظورسيتي: متابعة
تواصل إسبانيا العمل على تحقيق مشروع النفق البحري الذي سيربطها بالمغرب عبر مضيق جبل طارق، مع التركيز على دراسة مدى زلزالية المنطقة كخطوة حاسمة في تقييم الجدوى التقنية والبيئية لهذا المشروع الطموح.
وكشفت مصادر إسبانية أن الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر المضيق، التابعة لوزارة النقل والتنقل المستدام، طرحت مناقصة لتأجير أربعة أجهزة متخصصة في قياس النشاط الزلزالي، بقيمة إجمالية تناهز 487 ألف يورو شاملة الضرائب، مع إمكانية شرائها في حالة تحقيقها الأداء المطلوب.
تستهدف الدراسة، الأولى من نوعها منذ عقد، قياس النشاط الزلزالي في قاع البحر العميق بالمضيق، حيث ستستخدم أجهزة قادرة على العمل حتى عمق 6000 متر. وستتولى الجهات المعنية تحليل البيانات لوضع تصورات بديلة لبناء النفق، مع تقدير الميزانية المطلوبة وتحديد سبل تعزيز سلامة المشروع على جانبي المضيق.
يمثل النفق المزمع إنشاؤه واحدا من أضخم المشاريع المدنية في التاريخ، ويعد بتحقيق طفرة نوعية في مجالات النقل والتبادل اللوجستي بين البلدين. ومن المتوقع أن يقلل تكاليف النقل، ويعزز استغلال منصات الشحن والبنى التحتية، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين الرباط ومدريد.
أعرب وزير النقل الإسباني، أوسكار بوينتي، عن اهتمام كبير من الشركات الإسبانية بالمساهمة في إنجاز المشروع، مشيرا إلى الإمكانات الواسعة التي توفرها شبكات السكك الحديدية الإسبانية للمساهمة في هذا الربط. وأضاف: "إسبانيا تحتل مركزا رياديا عالميا في مجال القطارات فائقة السرعة، ونحن مستعدون للاستفادة من هذه الخبرة في تعزيز التعاون مع المغرب".
يأتي هذا المشروع في إطار رؤية استراتيجية مشتركة تهدف إلى تعزيز الشراكة الإقليمية وتحقيق نقلة نوعية في الترابط بين أوروبا وإفريقيا.
تعليقات الزوار ( 0 )