مراسلة خاصة : محمد الطلحاوي ( هولندا )
شهدت قاعة الأنشطة بمسرح " ZIMIHC Stefanus " في مقاطعة أوفرَفِخت بمدينة أوتريخت الهولندية، يومه الخميس 13 مارس الجاري، حفل إفطار رمضاني مميز جمع مختلف أطياف المجتمع. وتم تنظيم هذا الإفطار الرمضاني من طرف مؤسسة حوار، بالتعاون مع Dok 030 وU Stal، حيث شهدت المبادرة الإجتماعية والإنسانية، حضور مايناهز 200 شخص، ينتمون إلى مختلف المجالات والميادين والمؤسسات الأمنية والإدارية والديبلوماسية وغيرها، في أمسية حافلة بالدفء، والحوار، والتعارف، وتقاسم التقاليد المشتركة، والتي لقيت إستحسانا كبيرا من لدن الحضور الذي تفاعل مع الحفل بشكل حماسي وإنساني.
إفطار رمضاني .. وجسر بين الثقافات
تُعد مقاطعة أوفرَفِخت واحدة من أكثر مقاطعات أوتريخت تنوعًا من حيث الخلفيات الإثنية والثقافية، واعتبر هذا الغنى المتميّز، فرصة للتواصل الإنساني والحضاري، ومناسبة للحوار والعيش المشترك، كما ساهمت مبادرة الإفطار الرمضاني الجماعي، في تقريب وجهات النظر، وخلق لحظة من التواصل والتضامن، حيث لم يكن مجرد مناسبة لتناول الطعام، بل فضاءً للتعارف، وسرد تجارب شخصية، والتفاعل مع التقاليد الإجتماعية المختلفة.
برنامج رمضاني متنوع وأجواء روحانية..
واستهلت الأمسية الرمضانية الإحتفالية، في حدود الساعة الخامسة مساء، بتلاوة قرآنية عذبة، قدمها الأستاذ عبد الإله العمراني، مدير المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام، تلتها كلمات ترحيبية بالحضور من طرف رئيس مؤسسة حوار محمد الطلحاوي، و قاسم أشهبون، الذي قدم نبذة عن أنشطة ومبادرات مؤسسة حوار، إضافة إلى مداخلة مدير، Dok 030عبد اللطيف الحرشاوي.
وبذات المناسبة، ألقت محافظة القانون ومسؤولة مقاطعة أوفرفيخت، السيدة رشيل ستريفلاند، نيابةً عن عمدة مدينة أوتريخت، كلمة أشادت من خلالها بهذه المبادرة الفريدة، مؤكدةً أهمية اللقاءات التي تقرّب المواطنين من مختلف الثقافات والجنسيات مع بعضهم، وتعزز الشعور بالمجتمع الواحد والعيش المشترك.
وعقب ذلك ووسط أجواء روحانية، رُفع أذان المغرب في حدود الساعة السادسة و 42 دقيقة مساء،،إيذانًا ببدء الإفطار، الذي ضمّ أطباقًا مغربية تقليدية أعدتها مجموعة من المتطوعات النشيطات في الحي المجاور لموقع الإحتفال بمدينة أوتريخت.
وأثناء تناول وجبة الإفطار،كانت الفرصة مواتية للحضور من أجل التواصل و تبادل التعارف والخبرات والتجارب الإجتماعية والمهنية.
واختُتمت مبادرة الإفطار الرمضاني، بتكريم مجموعة من الفعاليات في شتى المجالات من سكان الحي المستضيف للحدث بمدينة أوتريخت، وذلك عرفانا و تقديرًا لتميّزهم و مجهوداتهم القيمة في خدمة المجتمع على مستوى المدينة.
عرض مسرحي ورسالة مجتمعية..
وعقب التفرغ من وجبة الإفطار الجماعي، تابع الحضور عرضا مسرحيا تحت عنوان "عندما غادرتُ بيت والدي"، الذي تناول مواضيع الهجرة، الهوية، والتواصل بين الأديان، و قدّم العرض مساحة للتفكير العميق، وأضاف بُعدًا ثقافيًا وإنسانيًا للحدث، مما جعله أكثر من مجرد إفطار جماعي، بل تجربة تواصلية متكاملة.
معًا نحو أوفرفخت أكثر تماسكًا..
أبرزت مبادرة الإفطار الرمضاني الجماعي، أهمية مثل هذه اللقاءات، في بناء جسور التواصل والتعارف بين المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم الاتنية أو الثقافية أو الدينية، إضافة إلى مساهمتها في تعزيز قيم التسامح والتضامن والانتماء، بين سكان الحي الواحد بأوفرَفِخت ، كخطوة إنسانية بقيمة مضافة تهدف إلى وحدة المجتمع وتماسكه وتضامنه.
ويذكر أن دولة الأراضي المنخضة " هولندا " أضحت تشهد في السنوات الأخيرة، تزايدًا ملحوظًا في تنظيم مبادرات حفلات الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان الأبرك، ولا يقتصر الأمر فقط عن مبادرات المساجد والمنظمات الخاصة بالأقليات المسلمة، بل أيضًا من قبل المؤسسات الرسمية الهولندية، مثل الشرطة والبلديات وقطاعات وزارية وشركات خاصة، ويعكس هذا التطور روح التسامح والتعددية التي يتميز بها المجتمع الهولندي، رغم التحديات المرتبطة بصعود التيارات اليمينية المتطرفة، سواء في هولندا خاصة أو أوربا عامة.
المصدر

كتب في 23 مارس 2025
تعليقات الزوار ( 0 )