بكثافة غير مألوفة، انتشرت “قناديل البحر” على طول شواطئ المنطقة الشمالية للمملكة خلال الفترة الأخيرة، لتنغص على المواطنين متنفسهم الوحيد لمواجهة موجة الحر الشديد المتواصلة منذ أيام عديدة.
واشتكى المصطافون بالسواحل الشمالية من الأعداد الهائلة لـ”أكوا بيبا” بالشواطئ، ما أفسد على كثيرين متعة السباحة الصيفية، وهو ما دفع إلى تحذير الزوار من لسعاتها.
ووثقت مجموعة من الأشرطة المرئية لسعات “قناديل البحر” على أجساد المصطافين بالشريط الساحلي الشمالي، ما دفع البعض إلى تأجيل موعد سفره إلى عدد من المدن بهذا الشريط، من قبيل الحسيمة والمضيق والناظور.
وأرجعت دراسات بحثية عدة بالعالم الظهور المفاجئ لتلك الرخويات إلى التغيرات المناخية، التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة واختلال الوسط الإيكولوجي البحري، ما أفضى إلى اختفاء بعض الحيوانات البحرية التي تتغذى على هذه القناديل.
واشتكى صيادو المنطقة الشمالية كذلك من صعوبة الإبحار في ظل الأعداد الكثيفة لـ”قناديل البحر” التي تعلق بالشباك، فضلا عن التهامها لأصناف بحرية متعددة موجهة للصيد، ما جعلها محور انتقادات مستمرة في الأسابيع الفائتة.
وفي هذا الإطار، قال محمد اعريوة، طبيب عام، إن “قناديل البحر تطلق سما قويا قد يكون مؤلما إذا لم يتم علاج اللسعة، حيث تحتوي مخالبها على خلايا لاذعة تتسبب في صعوبة التنفس والطفح الجلدي والألم”.
وأضاف اعريوة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “لسعات قناديل البحر تظل رغم ذلك غير خطيرة، باستثناء بعض الحالات، ويتم التعامل معها بطريقة عادية، من خلال استخدام الكمادات للتقليل من الالتهاب، وتناول العقاقير لتقليل التورم”.
واستطرد المتحدث بأن “بعض لسعات قناديل البحر قد تسبب حكة متواصلة طيلة أيام. وبالتالي، ينبغي التخفيف من حدتها عبر الإجراءات الوقائية المعمول بها”، داعيا إلى زيارة الطبيب في حالة ازدياد حدة الألم لتفادي العدوى.
تعليقات الزوار ( 0 )