ناظورسيتي: متابعة
في خطوة نموذجية نحو تعزيز الصحة العامة والحد من الأخطار المرتبطة بظاهرة الكلاب والقطط الضالة، قام عمدة مدينة طنجة منير ليموري، يوم الجمعة، بزيارة ميدانية إلى محجز خاص بالحيوانات الضالة، بلغت فيه نسبة تقدم الأشغال نحو 95 في المائة، في مشروع متكامل يعكس إرادة جماعية واضحة لحل هذه المعضلة بطريقة حضارية وإنسانية.
ويتضمن المشروع، الذي تم بدعم من وزارة الداخلية، مجموعة من المرافق الأساسية، من بينها مبنى للإدارة، مستوصف بيطري، قاعات للفحص والتعقيم والجراحة، إسطبلات للإيواء، ومحلات للتخزين، بالإضافة إلى وحدات متنقلة وسيارة مجهزة بأقفاص، وكل ما يلزم لضمان فعالية التدخلات.
ويأتي هذا المشروع كثمرة لاتفاقية شراكة بين جماعة طنجة ووزارة الداخلية، التي التزمت بتمويل ثلثي التكلفة الإجمالية المقدرة بـ15 مليون درهم، بينما وفرت الجماعة العقار و5 ملايين درهم من ميزانيتها.
هذه المبادرة تأتي استجابة لنداء متكرر من طرف ساكنة طنجة، بعد تزايد انتشار الكلاب الضالة في الشوارع والأحياء، وما يشكله ذلك من تهديد مباشر لسلامة المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين، إلى جانب السائحين.
وفي المقابل، تعيش مدينة الناظور وضعاً مقلقاً، حيث أصبحت الشوارع والساحات العمومية، خصوصاً في الليل، مرتعاً لقطعان الكلاب الضالة التي تتجول دون حسيب أو رقيب، مما أثار استياءً واسعاً في أوساط الساكنة، خاصة بعد تسجيل حالات اعتداء وخوف مستمر في صفوف المواطنين.
ورغم الأصوات المتعالية للمجتمع المدني بالناظور، والدعوات المتكررة لتبني حلول مشابهة لتلك المعتمدة في مدن أخرى كطنجة، إلا أن السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بالناظور لم تقدم لحد الآن أي تصور عملي أو مشروع واضح لمواجهة الظاهرة، في ظل غياب برامج للتعقيم أو الإيواء، أو حتى شراكات مع جمعيات مختصة.
ويرى متتبعون أن تجربة طنجة يمكن أن تُشكل نموذجاً يُحتذى به في الناظور، خصوصاً إذا توفرت الإرادة السياسية، وتعبأت الموارد المالية والبشرية، وتم إشراك الفاعلين المدنيين والبيطريين المحليين، من أجل تنزيل مقاربة إنسانية ومستدامة لمشكلة الكلاب الضالة.
وفي انتظار أن تتحرك الجهات المختصة بالناظور، تبقى المدينة غارقة في فوضى الكلاب الضالة، في مشهد بات يسيء لصورتها، ويقوّض مقومات الأمن العام وجودة الحياة.
تعليقات الزوار ( 0 )