ناظورسيتي: محمد العبوسي
نظم ماستر "أصول الخطاب الأدبي والنقدي ومرجعياته" بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، محاضرة افتتاحية ألقاها الأستاذ الناقد حسن المودن تحت عنوان «كيف ندرس الأدب نفسانيا؟»، حيث ناقش كيفية دمج التحليل النفسي في دراسة الأدب. أقيمت المحاضرة صباح الخميس 31 أكتوبر 2024 بقاعة الندوات، وسط حضور لافت من الأساتذة والباحثين.
افتتح الأستاذ عبد الغني حسني الجلسة مرحبا بالمودن، الذي تكبد عناء السفر من مراكش، وقدم للحاضرين نبذة تعريفية بالمحاضر، متطرقاً إلى جوانب من مسيرته الفكرية والنقدية. ثم انطلق حسن المودن في استعراض جذور تطبيق التحليل النفسي على الأدب، مستشهدا برسالة سيغموند فرويد التي تعود لعام 1898، والتي تضمنت أولى خطوات التحليل النفسي للرواية، حيث تناول رواية «المرأة القاضية» للكاتب السويسري كونراد فرديناند ماير. ومن هذا المدخل، عرض المودن مراحل تطور العلاقة بين الأدب والتحليل النفسي، مسلطاً الضوء على الإشكالات التي صاحبت هذه المسيرة، وموضحا أهمية سؤال "كيف ندرس الأدب نفسانيا؟".
قام المودن بتقسيم تطور هذا التفاعل إلى ثلاثة مسارات: التركيز على لاوعي المؤلف، لاوعي النص، وأخيرا لاوعي القارئ. كما أوضح أن التحليل النفسي سار في البداية على نهج دراسة المؤلف مثل المناهج السياقية، ثم تحول اهتمامه إلى النص ذاته، مثلما فعلت البنيوية، قبل أن ينفتح على لاوعي القارئ في مرحلة لاحقة، مسجلا بذلك تطورا جذريا في فهم علاقة التحليل النفسي بالأدب.
في الجزء الثاني من محاضرته، ألقى المودن الضوء على فكرة الانعكاس بين التحليل النفسي والأدب، حيث أشار إلى أن الناقد الفرنسي بيير بيار كان أول من تساءل عن إمكانية عكس الأدوار بين الأدب والتحليل النفسي، مستلهماً من الأدب في فهم النفس البشرية. واعتبر المودن نفسه أول من نادى بهذه الفكرة في العالم العربي، حيث ترجم أطروحات بيار وطبقها على الأدب العربي، من خلال أعماله مثل «القصة القصيرة والتحليل النفسي» و«الأدب والتحليل النفسي»، مساهماً في إثراء الأدب العربي بأدوات جديدة للنقد.
واختتم المودن حديثه بالتطرق إلى مفهوم "النقد التدخلي" في التحليل النفسي، وهو أسلوب يعتمد على التدخل النقدي لتصحيح المفاهيم السائدة، مسلطاً الضوء على نقده لمركزية عقدة أوديب التي رسخها فرويد، حيث أكد أن عقدة الأخوة قد تكون أكثر عمقا وتأثيرا في الأدب، مستشهدا بأعمال جاك لاكان، الذي اعترض على فهم فرويد لعقدة أوديب في مسرحية «هاملت» لشكسبير.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )