ناظورسيتي: متابعة
أثار وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيلو، جدلا واسعا بعد تصريحه العلني حول رغبته في فرض حظر على ارتداء الحجاب داخل الجامعات الفرنسية، في خطوة من شأنها أن تعمّق التوترات القائمة بشأن حرية المعتقد والتدين في البلاد.
وخلال استضافته على قناة RMC الفرنسية، أكد ريتيلو نيّته توسيع نطاق القيود على الرموز الدينية، قائلا: "أريد حظر الحجاب داخل الجامعات، لأنه بات أداة تخدم أجندات إسلاموية لا تمت بصلة للمعتقدات الإسلامية التقليدية."
الوزير زعم أن ما سماه "الإسلاموية" يعمل على فرض رموزه وقيمه الخاصة داخل المؤسسات الجامعية، واعتبر أن هذه القيم تنطوي على رؤية تضع المرأة في مرتبة أدنى من الرجل، بحسب تعبيره.
وحاول ريتيلو التخفيف من حدة تصريحاته، حين أضاف أن ما يقصده لا يستهدف المواطنين المسلمين بصفة عامة، بل "الإسلام السياسي الذي يسيء إلى صورة الإسلام الحقيقي"، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا سبق أن اعتمدت عدة إجراءات تهدف إلى الحد من الرموز الدينية داخل الفضاء العام والمدرسي، من بينها حظر الحجاب في المدارس منذ مارس 2004، ثم منع النقاب في الأماكن العامة سنة 2010، مع فرض غرامة مالية تصل إلى 1500 يورو.
وفي غشت 2023، أقر وزير التعليم غابريال أتال منع ارتداء العباءة في المدارس، معتبرا إياها "زيا دينيا غير متوافق مع علمانية الدولة". كما صادق مجلس الشيوخ الفرنسي في فبراير الماضي على مشروع قانون يمنع الحجاب في المنافسات الرياضية.
التحرك الجديد الذي أعلنه ريتيلو يأتي في سياق تصاعد الخطاب الشعبوي تجاه المسلمين، في بلد يعيش توترا متواصلا حول مكانة الإسلام في المجتمع، ويضع مسلميه، البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين، في قلب سجالات سياسية لا تنتهي.
تعليقات الزوار ( 0 )