ناظورسيتي: أيوب الصابري
تتوالى التحذيرات من وضع بيئي غير مسبوق تشهده غابات الناظور، بعد أن تناقلت صفحات محلية وعدد من النشطاء صورا صادمة تظهر عددا كبيرا من الأشجار وقد جفت أوراقها وتحولت إلى هياكل خشبية رمادية، في مشهد يحاكي الخراب الصامت الذي يضرب غابة غوروغو ونواحيها.
الزميل الصحفي محمد الوردي نشر على حسابه بمنصة "فايسبوك" صورا توثق الكارثة البيئية بصريا، مرفقا إياها بتساؤلات جريئة وصادقة:
"ماذا يحدث للغطاء النباتي في الناظور؟ هل الجفاف وحده كفيل بتجريد الأشجار من الحياة بهذا الشكل؟ أم أن الأمر يتعداه إلى أمراض فطرية أو بكتيرية أو حتى هجمات لحشرات ضارة؟".
وأمام هذا الواقع البيئي المقلق، ترتفع الأصوات مطالبة بتوضيحات من المندوبية الإقليمية للمياه والغابات، التي يحملها العديد من المتابعين جزءا من المسؤولية، سواء من حيث التأخر في التحرك، أو ضعف آليات المراقبة المبكرة، أو غياب برامج وقائية استباقية.
وفي ظل هذه الأزمة البيئية، يطالب نشطاء مهتمين بالبيئية بـإطلاق برنامج استعجالي لإعادة التشجير، لتعويض الأشجار المتضررة وإنقاذ الغطاء النباتي من الانقراض. ويقترحون أن يشمل هذا البرنامج زرع أنواع نباتية مقاومة للجفاف، وتعزيز التنوع البيولوجي، مع مراعاة خصائص التربة والمناخ المحلي.
كما شدد عدد من الفاعلين في المجتمع المدني على أهمية توسيع الغطاء الغابوي ليشمل مناطق جديدة كانت مهمشة لعقود، داعين إلى إشراك الساكنة المحلية في هذه الورشات البيئية من خلال حملات تطوعية وتربوية مستمرة، تشجع على ثقافة التشجير وحماية الطبيعة.
ولا يستبعد بعض المهتمين أن تكون هذه الظاهرة نتيجة مباشرة للجفاف الحاد الذي يضرب المنطقة منذ سنوات، خاصة في ظل الارتفاع القياسي في درجات الحرارة وتناقص تساقطات الأمطار. وآخرين يرجحون فرضية إصابة الغابات بآفات حشرية أو أمراض نباتية فطرية قد تكون وراء هذا الذبول الجماعي المفاجئ.
ويطالب ناشطون بيئيون بضرورة فتح تحقيق علمي ميداني عاجل، يشرف عليه خبراء في أمراض النباتات والغابات، لتحديد مصدر هذا الموت الجماعي للأشجار، قبل أن تتسع رقعة الضرر وتصل إلى مناطق أخرى.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )