عبد الله بوصوف: إمارة المؤمنين ضمانة لحرية المعتقد ونموذج ديمقراطي مغربي فريد

ناظورسيتي: م ا

أكد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن إمارة المؤمنين في المغرب تُجسد نموذجا دينيا وديمقراطيا فريدا يضمن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، ويعكس الهوية الروحية المعتدلة للمملكة.

وجاء ذلك خلال لقاء علمي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، بشراكة مع الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، خُصص لتقديم قراءات في مؤلفه "إمارة المؤمنين.. المرجعية الروحية لوسطية الإسلام".

وفي مداخلته، أشار بوصوف إلى أن تجربته في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، التي تعرف بتنوعها الديني، كانت من بين الدوافع الأساسية لكتابة هذا العمل، مشددا على أن النسخة الأولى كُتبت بالفرنسية قبل أن يعيد صياغتها باللغة العربية تجنبا لتحريف المفاهيم الدينية في الترجمة.

وأوضح أن إمارة المؤمنين في المغرب لا تضمن فقط الاعتدال الديني داخليا، بل تمثل كذلك عنصر قوة ناعم يمتد إلى الخارج، حيث تحظى التجربة المغربية بالاحترام والاستلهام، بما في ذلك في بعض النماذج الغربية. وأشار إلى الملكية الإنجليزية كمثال، معتبرا أنها استلهمت من النموذج المغربي، إذ أصبح الملك رئيسا للكنيسة.

وشدد بوصوف على أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، اختار وسطية الإسلام نهجا واضحا، مبرزا تصريح الملك بأنه أمير للمؤمنين، مسلمين ومسيحيين ويهودا، وهو ما يجسد انفتاحا دينيا غير مسبوق.

وأضاف أن إمارة المؤمنين تلعب دورا موازيا لما تقوم به الدولة الفرنسية من ضمان للحريات، حيث تُعتبر الضامن الفعلي لحرية ممارسة الشعائر الدينية في المغرب، مستشهدًا بوجود الكنائس إلى جانب المساجد في مختلف مدن المملكة.

وفي تعقيبهم على الكتاب، أكد عدد من الباحثين والأكاديميين المشاركين في اللقاء القيمة العلمية والمعرفية للمؤلَّف، حيث اعتبر عبد الرزاق العسري، مدير مختبر الدراسات المقارنة في اللغات والآداب والثقافات والتاريخ، أن بوصوف يندرج ضمن ما سماه بـ"مؤرخي الحاضر"، لما يتميز به من قدرة على التفاعل مع الأحداث الراهنة وتحليلها بعمق.

وأشار العسري إلى أن الكتاب يمتاز بطابعه العلمي الصارم، واعتماده على مصادر دقيقة وتحليلات تستند إلى تفسير منهجي بدل التوصيف السطحي، وهو ما يجعله مرجعًا مهمًا لفهم مؤسسة إمارة المؤمنين في السياق السياسي والديني المغربي.

وأضاف أن وتيرة الإصلاحات الدينية التي باشرها الملك محمد السادس، خصوصًا منذ دستور 2011، أضفت دينامية خاصة على مؤسسة إمارة المؤمنين، التي لم تعد حاضرة فقط داخل الوطن، بل امتدت لتشكل نموذجًا مرجعيًا على المستوى الإفريقي والدولي.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استثمار هذا النوع من الكتابات في تعزيز الفهم العميق لمؤسسات الدولة المغربية، ومواكبة النقاشات الفكرية حول المرجعيات الروحية والهوية الوطنية في ظل التحديات المعاصرة.

المصدر