اختارت عائلات وأصدقاء معتقلي الرأي بالمغرب ومناضلون من الطيف الحقوقي خوض إضراب جماعي عن الطعام لمدة أربع وعشرين ساعة، تزامنا مع عيد الأضحى المحتفل به اليوم الأحد، كخطوة رمزية للفت انتباه المسؤولين إلى استمرار مطلب الإفراج عنهم.
وبدأ الإضراب عن الطعام أمس السبت على الساعة الثانية بعد الزوال، حيث ارتأى مجموعة من الحقوقيين التجمع بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، إلى غاية الساعة السادسة مساء، وسيستمر الإضراب إلى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الأحد.
وقالت عائلات وأصدقاء معتقلي الرأي بالمغرب إن هذه الخطوة الرمزية، المتمثلة في الإضراب عن الطعام في عيد الأضحى، تأتي لما لهذه المناسبة من رمزية، حيث تمثل أكبر وأهم مناسبة تلتئم فيها الأسر، في حين أن العائلات محرومة من هذا الاجتماع السنوي بذويها الموجودين خلف القضبان.
“إننا نرغب بهذه الخطوة الرمزية أن نذكِّر الرأي العام بآلام وأحزان عائلات وأصدقاء المعتقلين السياسيين، في مناسبة يوم العيد وباقي أيام السنة، إذ نجد أنفسنا، نحن أيضا، ضحايا للقمع السياسي الممارس على أقربائنا المعتقلين بتهم جائرة”، يورد نداء الإضراب عن الطعام.
وأصدر الملك محمد السادس، أمس السبت، عفوا عن 979 شخصا، بمناسبة عيد الأضحى، منهم المعتقلون والموجودون في حالة سراح، ولم تتضمن لائحة المستفيدين من العفو أيا من “معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين” الذين تطالب الهيئات الحقوقية بالإفراج عنهم.
وتعليقا على ذلك، قال الفاعل الحقوقي عبد الرزاق بوغنبور: “كنا نأمل أن يتم العفو عن جزء من معتقلي الرأي لأنهم لم يرتكبوا أي جرائم، ولم يستفيدوا من أي تخفيف”، مضيفا “نأسف أن يتم إطلاق سراح مرتكبي جرائم الحق العام ويتم التشديد مع معتقلي الرأي”.
وتابع بوغنبور، في تصريح لهسبريس، قائلا: “المغرب بحاجة إلى كافة أبنائه، ومناسبة العيد تقتضي إسعاد المغاربة حتى إذا افترضنا جدلا أنهم أخطؤوا، علما أن معتقلي الرأي لم يقترفوا أي خطأ”، مضيفا “أقدمنا على هذه المبادرة لسبب بسيط هو أننا نحتفل بالعيد، ولكن هناك أسرا محرومة من الفرح، عائلة ناصر الزفزافي لم تعرف طعما لفرحة العيد منذ ست سنوات، وعائلة سليمان الريسوني منذ سنتين، وعائلة عمر الراضي منذ عامين”..
وللسنة السادسة على التوالي يخيم الحزن على بيت عائلة ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف المحكوم بعشرين سنة، حيث ارتأى والداه أن يحتفلا بعيد الأضحى في جو يطبعه “الحداد”، حيث نصبا أعلاما سوداء في سطح بيتهما بمدينة الحسيمة، بينما ارتدت والدته لباسا أسود.
ونشر أحمد الزفزافي صورة تظهر فيها زوجته زليخة حاملة صورة كبيرة لابنهما ناصر، مرفوقة بتعليق قال فيه: “خاتشي زليخة، تؤدي فاتورة صمودها بالحزن الذي يلازمها وما زال يراوح كيانها لستة أعياد مضت محاولة من صناع القرار كسر شموخ كبريائها، وللمرة السادسة وبدل نحر أضحية العيد، تلجأ إلى رفع الأعلام الدالة على فقدان جزء منها لتكتفي بمعانقة صورة المغيب ظلما بعد اختطافه ليؤدي ضريبة الانتماء”.
وأضاف والد ناصر الزفزافي أن واقع حال زوجته “يتحدث بأمانةِ التعبير وصدق الصورة وبدموع السيدة المكلومة في ابنها لتقول، استعملتم قوة غطرستكم المستمدة من جبنكم لتبطشوا بي في الدنيا، وفي انتظار لعنتي التي ستلاحقكم عند عدالة السماء حتى تتحول كل دموعي إلى جمرات من السعير لتكوى بها أرواحكم”.
وتأمل عائلات وأصدقاء معتقلي الرأي من مبادرتها الرمزية “تنبيه المسؤولين عن محنة أبنائنا وأصدقائنا، حول الأسى والألم الذي يتسببوا فيه لنا، نحن عائلات المعتقلين السياسيين في يوم المحبة والوئام والصلح هذا”، مجددين “مطالبتنا بوضع حد للاعتقال السياسي وللمعاناة المرتبطة به وذلك بإطلاق كافة معتقلي الرأي”.
تعليقات الزوار ( 0 )