ناظورسيتي: متابعة
وسط أجواء متوترة وسحب دخان كثيفة تغطي سماء المنطقة، تواصل فرق الإطفاء جهودها المضنية لإخماد النيران التي اندلعت منذ ثلاثة أيام في غابة هوارة بضواحي طنجة. هذا الحريق الذي يمثل الأول من نوعه في موسم الحرائق بالشمال هذا العام، أثار حالة من القلق في صفوف الساكنة المحلية، خاصة مع تسارع انتشار النيران تحت تأثير رياح الشرقي القوية وارتفاع درجات الحرارة.
بحسب مصدر مسؤول، فإن الحريق أتى حتى الآن على مساحة تقدر بـ60 هكتاراً من الغطاء الغابوي، بعدما كانت الأضرار تحصى بـ30 هكتاراً فقط في اليوم السابق. هذه الزيادة السريعة في رقعة الحريق تعود بالأساس إلى الظروف المناخية القاسية التي تحيط بالمنطقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الثلاثين درجة مئوية، مما جعل عملية السيطرة على النيران أكثر تعقيداً.
وتشارك في عمليات الإطفاء فرق مدعومة بطائرتين من طراز "كانادير"، تقوم بطلعات جوية متواصلة لإخماد النيران وتطويقها. ومع ذلك، فإن المهمة لا تزال صعبة بسبب التضاريس الوعرة واشتداد الرياح التي تُفاقم الوضع وتوسع رقعة الحريق نحو القرى والمناطق المجاورة.
على الأرض، عبر عدد من سكان القرى القريبة عن قلقهم العميق، مؤكدين أن أعمدة الدخان تُرى من مسافات بعيدة، في حين تبقى الجهود الميدانية في سباق مع الزمن لمنع الكارثة من التفاقم.
وفي سياق متصل، يشير خبراء البيئة إلى أن غابة هوارة، التي تعد جزءا من الغطاء الغابوي الكثيف في شمال المغرب، تواجه خطر الحرائق بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية. وتستعيد الذاكرة الجماعية مشاهد صيف 2022، عندما اجتاحت الحرائق مناطق واسعة من الشمال، مُخلفة خسائر بيئية فادحة.
يبقى التحدي الأكبر أمام فرق الإطفاء هو السيطرة على النيران قبل امتدادها إلى مناطق أخرى، بينما تبرز هذه الحرائق أهمية تعزيز الجهود الوقائية وتطوير آليات الاستجابة السريعة لمواجهة المخاطر البيئية الناتجة عن تغير المناخ.
تعليقات الزوار ( 0 )