ناظورسيتي: متابعة
يرتقب أن يزور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز مدينة مليلية في 2 يونيو، بعد غياب دام لأكثر من عامين، وذلك لحضور حفل افتتاح مستشفى عمومي جديد، تم تأجيله لما يقارب عقدين من الزمن. المشروع، الذي أعلن عنه لأول مرة سنة 2005 خلال زيارة للرئيس السابق ثاباتيرو، لم ير النور إلا الآن، حيث بدأت الاستشارات الطبية الخارجية فيه هذا الأسبوع.
لكن وراء هذه الزيارة الرسمية، تسكن تفاصيل سياسية لم تغب عن أعين المراقبين. فسانشيز يعود إلى المدينة المحتلة لأول مرة منذ زيارته لها يوم 23 مارس 2022، في خضم التقارب الإسباني المغربي، الذي دشن بتحول مدريد في موقفها من ملف الصحراء.
ذلك التحول فتح الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، تجلت في إعادة فتح معبر الجمارك بمليلية يوم 15 يناير من هذه السنة، بعد إغلاقه من طرف المغرب في غشت 2018.
مع ذلك، لم تمر هذه الخطوة دون انتقادات. فقد عبرت الكونفدرالية المهنية لأرباب العمل في مليلية عن امتعاضها من كون المعبر الجمركي الحالي لا يرقى لمستوى "جمركة حقيقية"، معتبرة أن الوضع لا يزال بعيدا عن ما كان عليه قبل الإغلاق، وأن التجارة تعاني من تعقيدات وغموض في المعاملة والإجراءات.
الزيارة إذن ليست فقط بروتوكولية، بل تأتي محمّلة برسائل دبلوماسية ضمنية موجهة للداخل الإسباني كما للمغرب. فافتتاح المستشفى، رغم رمزيته، لا يخفي التوتر الاقتصادي والسياسي الذي لا تزال تعيشه المدينة، وسط تساؤلات رجال الأعمال والسكان حول جدية الحكومة المركزية في استعادة الدينامية التجارية للمنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )