ناظورسيتي: محمد العبوسي
استقبل إقليما الناظور والدريوش وفدا إسبانيا رفيعا ضم شخصيات سياسية وأكاديمية ومجتمعية بارزة، في زيارة حملت أبعادا إنسانية وتاريخية وثقافية لافتة.
الوفد، الذي ترأسته السيناتورة عن مدينة مليلية المحتلة إيزابيل مورينو، كان مرفوقًا بالعمدة السابق للمدينة الدكتور بيلاسكيس، إلى جانب عدد من الأساتذة الجامعيين والأطباء والفاعلين المدنيين الإسبان. وقد انطلقت الرحلة من مليلية عبر معبر بني انصار الحدودي، حيث كان في استقبالهم وفد رسمي من المجلس الجماعي للناظور بقيادة نائب الرئيس محمد الصغير.
الزيارة التي استمرت ليوم كامل، اتخذت طابعا متعدد الأبعاد، إذ شملت معالم تاريخية بارزة كموقع معركة أنوال بجماعة تليليت، التي تشكل رمزا لمقاومة الريف ضد الاستعمار، فضلا عن محطة ثقافية محورية تمثلت في متحف محمد لوكيلي لحفظ الذاكرة المشترك بمدينة الدريوش، في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف.
وشكلت هذه التحركات مناسبة لتسليط الضوء على الذاكرة المشتركة بين الشعبين المغربي والإسباني، وتأكيد أهمية الاعتراف المتبادل بالتاريخ كمدخل للتقارب وتعزيز أواصر التفاهم. وقد لفت التنظيم المحكم للزيارة أنظار الوفد الإسباني، خصوصًا من حيث الترتيبات الأمنية المشددة التي وفّرتها مصالح ولاية أمن الناظور طيلة مراحل التنقل والاستقبال.
في هذا السياق، برز الحضور الميداني لسلطات عمالة إقليم الدريوش، خاصة قائد جماعة تليليت عبد الرزاق لوكيلي، الذي أشرف عن قرب على تفاصيل الحدث، مما ساهم في نجاح الزيارة على كافة المستويات.
وساهمت الجمعية الأندلسية "الألم" كضيف شرف في منح الطابع الأورومتوسطي للزيارة، ما أضفى أبعادًا حضارية وثقافية أعمق على المبادرة، التي نظمتها جمعية موشي بن ميمون للتراث اليهودي بتنسيق مع مؤسسة مغاربة العالم، وبدعم من جمعيتي الريف الكبير لحقوق الإنسان وأساتذة الفلسفة بمليلية.
مع نهاية الزيارة، عبر أعضاء الوفد الإسباني عن إعجابهم الشديد بجو الاستقبال والتنظيم، مؤكدين تطلعهم لنسج علاقات تعاون أكاديمي وثقافي جديدة مع مؤسسات مغربية، في أفق مواجهة التحديات المشتركة، من قضايا الهجرة إلى الأمن والتنمية.
تعليقات الزوار ( 0 )