كتب في 23 مارس 2025

حامي الدين: الجامعة المغربية في مهب التبعية و”الإبراهيمية” دين مختلق لأغراض سياسية

في محاضرة فكرية ألقاها الأستاذ عبد العالي حامي الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ضمن فعاليات مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، طرحت رؤى نقدية عميقة حول واقع التعليم الجامعي والخطابات الدينية المعاصرة.

الجامعة المغربية وأزمة التبعية

ركز حامي الدين في مداخلته على أزمة التبعية الأكاديمية التي تعاني منها الجامعات المغربية، خاصة في مجال العلوم القانونية والاجتماعية.

وأوضح أن المناهج والمقررات الدراسية الحالية تعكس استنساخًا للنماذج الأوروبية، وخاصة الفرنسية، دون مراعاة الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع المغربي.

ودعا إلى ضرورة تجديد المناهج الدراسية وتوطين المعرفة العلمية، من خلال استثمار التراث الفقهي الإسلامي وتطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر. وأكد على أهمية تعريب العلوم وتطوير نماذج معرفية عربية أصيلة، مثل علم أصول الفقه، لتحقيق استقلال علمي حقيقي.

“الإبراهيمية” دين مختلق لأغراض سياسية

وفي سياق آخر، وجه حامي الدين انتقادات لاذعة لما يسمى بـ”الإبراهيمية”، معتبراً أنها محاولة لاختلاق دين جديد لأغراض سياسية وإيديولوجية.

وأوضح أن مفهوم الدين في الإسلام واضح ومحدد، ويشمل العقائد والعبادات والمعاملات، وأن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية منذ آدم إلى البعثة المحمدية.

وانتقد بشدة الدعوات الحديثة للانتساب إلى “الإبراهيمية”، معتبراً أن هذه الفكرة تسعى إلى إضفاء شرعية دينية على مشاريع سياسية لا تمت بصلة للواقع الديني والتاريخي. وحذر من أن محاولات توظيف هذا المفهوم تهدف إلى خلق إطار ديني مزيف لتبرير اتفاقات سياسية، وتتعارض مع الأسس العقدية للدين الإسلامي.

تحليل وتقييم

تعكس مداخلة حامي الدين رؤية نقدية عميقة للواقع الأكاديمي والخطاب الديني في المجتمعات العربية. وتثير تساؤلات هامة حول ضرورة تحقيق الاستقلال العلمي وتطوير نماذج معرفية أصيلة، والتصدي لمحاولات التوظيف السياسي للدين.

وتدعو هذه الرؤية إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية الحالية، وتطوير نماذج تعليمية وبحثية تستند إلى الخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمعات العربية، مع الانفتاح على المعرفة الغربية بشكل نقدي ومثاقفة حقيقية.

كما تدعو إلى ضرورة الحفاظ على الثوابت العقدية للدين الإسلامي، والتصدي لمحاولات التوظيف السياسي للدين، وتوعية المجتمعات العربية بمخاطر المفاهيم التي تسعى إلى طمس الفوارق بين الأديان.

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

24 مارس 2025

واش فراس وزير الصحة.. مستشفى شريفة يتحول الى فندق للاطر الصحية

24 مارس 2025

تقدم أشغال تغليف وتسقيف ملعب الرباط المونديالي + صور

24 مارس 2025

دراسة: العدد الحقيقي لسكان الأرض قد يفوق التقديرات الحالية بكثير

24 مارس 2025

أجواء غائمة وزخات مطرية في توقعات أحوال الطقس ليوم الاثنين 23 رمضان