نظمت ثلاثة تجمعات سياسية في باريس يوم الأحد، وانقسمت بين اليمين واليسار والوسط. وأمام مؤيديها، أكدت زعيمة حزب “التجمع الوطني” أنها ستناضل من أجل إلغاء القرار القاضي بمنعها من الترشح للانتخابات إثر إدانتها في قضية اختلاس.
ويحاول اليمين الفرنسي تحويل الحكم القضائي الصادر بحق زعيمته مارين لوبان إلى نقطة قوة، وذلك بعد أن تلقت لوبان ضربة قاسية تهدد بمنعها من المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2027 بعد أن أدانها القضاء الفرنسي باختلاس أموال، وحكم عليها بالسجن وبمنعها من الترشح مدة خمسة أعوام.
وبعد أيام من دعوة رئيس “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، جوردان بارديلا، الفرنسيين للغضب والاحتجاج، اجتمع أنصار الحزب وسط باريس.
أمام مناصريها أكدت لوبان أنها ستناضل سلمياً لإلغاء قرار منعها من الترشح للانتخابات الرئاسية لخمس سنوات. وقالت “ستكون معركتنا معركة سلمية، معركة ديمقراطية. سنقتدي بمارتن لوثر كينج، الذي دافع عن الحقوق المدنية، كمثال يحتذى به”.
وكانت لوبان قد طعنت بالحكم الصادر بحقها. وبعد جدل أثير حول المدة التي قد يحتاجها استئناف القرار بعيد صدور الحكم، قالت محكمة الإستئناف إنها ستصدر حكمها في الطعن في صيف 2026، أي قبل موعد الانتخابات الرئاسية.
بالتزامن أقيم تجمع لأنصار اليسار بدعوة من حزب “فرنسا الأبية” الذي يتزعمه خصم اليمين اللدود جان لوك ميلانشون. ونفذ حزب فرنسا الأبية تظاهرته المضادة على بعد حوالي خمسة كيلومترات من منطقة “ليزانفاليد” حيث نظمت تظاهرة اليمين.
تجمع ثالث في باريس نظمه حزب “النهضة” الوسطي المنتمي إلى المعسكر الرئاسي، في منطقة سان دوني بشمال باريس. وكان مخططا لهذا التجمع منذ أشهر لكن رئيس الوزراء الأسبق غابريال أتال الذي يتزعم هذا الحزب، حضّ على المشاركة بأعداد كبيرة بعد الإعلان عن مظاهرة حزب التجمع الوطني، وذلك للدفاع عن “سيادة القانون” و”الديمقراطية وقيمنا”.
وخلال إلقاء كلمته رد أتال على لوبان قائلاً: “تسرق، تدفع” وأكد الشاب الذي يطرح اسمه من بين المتنافسين على منصب الرئيس في العام 2027، أن حزبه لن يصوت لصالح اقتراح القانون الذي قدمه إريك سيوتي. وينص الاقتراح على إلغاء عقوبة التنفيذ الفوري لمنع الترشح للانتخابات. وبرر أتال قراره بضرورة أن أن يكون السياسيون مثاليين.
ويضع مراقبون تحركات الأحزاب الثلاثة في سياق البدء بالتحضير لانتخابات عام 2027 الرئاسية، والتي أظهرت استطلاعات الرأي تقدم مارين لوبان على منافسيها، والتي باتت خارج السباق الرئاسي ما لم يصدر القضاء قرارا مغايراً.
تعليقات الزوار ( 0 )