ناظورسيتي: متابعة
صعق سكان دوار مراحة، التابع لجماعة سيدي بوتميم بإقليم الحسيمة، بعد زوال يوم الإثنين 2 يونيو، بخبر العثور على شاب ثلاثيني جثة هامدة معلقة إلى جذع شجرة. المشهد، الذي وصفه بعض السكان بـ"المروع"، زرع الصدمة والحزن في أرجاء الدوار الجبلي المعزول، وأعاد إلى الواجهة أسئلة مؤلمة عن الهشاشة النفسية والاختناق الاجتماعي في المناطق القروية.
الضحية، وهو شاب يبلغ من العمر حوالي 34 سنة، وجد مشنوقا في مكان خلاء غير بعيد عن التجمعات السكنية. ولم يعرف بعد ما إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أو ضغوطات اجتماعية دفعته إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي.
فور إشعارها بالواقعة، حلت دورية تابعة للدرك الملكي بسرية تارجيست بمكان الحادث، حيث باشرت تحقيقا ميدانيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وقد تم توثيق مسرح الوفاة وجمع المعطيات الأولية، في انتظار نتائج التشريح الطبي الذي أمرت به النيابة العامة وتم بموجبه نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بالحسيمة.
مصادر محلية أفادت أن الشاب لم يكن معروفا بسلوك غير معتاد، ما جعل الخبر أكثر غرابة وأشد وقعا على النفوس. وهو ما يعكس مرة أخرى مدى حاجة العالم القروي إلى رعاية صحية نفسية، وتأطير اجتماعي يأخذ بعين الاعتبار حالات العزلة والانطواء التي قد تودي بأرواح في صمت.
التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة ما إذا كانت وراء الحادث دوافع نفسية محضة، أم أن ظروفا اجتماعية واقتصادية ساهمت في الدفع بالشاب إلى الانتحار، في منطقة ما تزال تعاني من التهميش وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية.
مأساة دوار مراحة لا تبدو حالة معزولة، بل تكشف عن واقع صامت يعيشه الكثير من شباب المغرب المنسي، حيث تغيب البدائل وتغلق الأبواب، وتتحول بعض الشجيرات إلى مشانق معلقة بين الحياة واليأس.
تعليقات الزوار ( 0 )