Rifpress
كتب في 5 نوفمبر 2022

تاريخ المغرب في كأس العالم يمتد من المكسيك إلى قطر

تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم سنة 1970، أي بعد 15 سنة من تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خوض أول مباراة له في كأس العالم، وذلك في دورة المكسيك، وهي التاسعة في تاريخ المونديال.

وجعلت المشاركة في دورة المكسيك المنتخب المغربي ثاني منتخب عربي يشارك في هذه المسابقة، وذلك بعد منتخب مصر، الذي شارك في دورة 1934، التي أقيمت في إيطاليا.

وحصل الفريق الوطني في مونديال 1970 على أول نقطة له في هذا الحدث العالمي، وكانت الوحيدة التي حصدها في هذه الدورة، بعد أن خاض ثلاثة لقاءات ضد منتخبات ألمانيا الغربية وبيرو وبلغاريا.

وبعد هذه الدورة لم يتمكن المنتخب المغربي من بلوغ نهائيات كأس العالم في الدورات الموالية، وظل لمدة 16 سنة بعيدا عن المسابقة، حتى دورة 1986 التي كانت الأفضل في تاريخ مشاركاته، واحتضنتها المكسيك أيضا.

وقد أبدع الفريق الوطني في مونديال 1986 ونجح بجيل ذهبي قاده الجوهرة محمد التيمومي وخيري وعزيز بودربالة وكريمو، في محو خيبة المكسيك 1970. لكن ولسوء حظ “أسود الأطلس”، في مشاركته الثانية في المونديال، أن أوقعته القرعة التي لم تكن رحيمة البتة في مجموعة صعبة للغاية (مجموعة الموت)، وضمت منتخبات إنجلترا والبرتغال وبولندا.

ودشن المنتخب المغربي مشواره في هذه النهائيات بتعادل في مباراته الأولى، وكان ذلك بمثابة المفاجأة، مع منتخب بحجم بولندا، وفي المباراة الثانية واصل تحقيق المفاجآت وتعادل مع منتخب إنجلترا أيضا، وفي المباراة الثالثة حقق أكبر مفاجآت كأس العالم. ففي 11 يونيو 1986 دخل المنتخب الوطني مباراته أمام نظيره البرتغالي، الذي كان يلقب آنذاك بـ “برازيل أوروبا”، وقدم واحدة من أقوى مبارياته في التاريخ، وتمكن من تحقيق الفوز بثلاثة أهداف لواحد، وأقصى منتخب البرتغال من المسابقة.

وبعد المباراة الكبيرة التي قدمها المنتخب المغربي أمام نظيره البرتغالي، نجح في بلوغ الدور الثاني، وكان بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى ذلك الدور، ومرة أخرى واجه أحد أقوى منتخبات العالم، منتخب ألمانيا الغربية. ورغم أن الفريق الوطني لم ينجح في التفوق على منتخب ألمانيا الغربية، إلا أنه كان ندا قويا وانهزم بهدف وحيد، واعتبر ذلك إنجازا، خاصة أنه واجه المنتخب الذي تمكن من بلوغ المباراة النهائية، قبل أن يستسلم أمام منتخب الأرجنتين بحصة 3-2.

بيد أن مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 كانت الأسوأ، بعد خروجه من دور المجموعات إثر حصده ثلاث هزائم في مبارياته الثلاث؛ الأولى أمام بلجيكا (0-1)، والثانية أمام منتخب السعودية (1-2)، والأخيرة أمام هولندا (1-2).

وفي مشاركته الرابعة استعاد المنتخب المغربي هيبته في مونديال فرنسا 1998، وقدم أداء راقيا في دور المجموعات، فبعد التعادل أمام منتخب النرويج بهدفين لمثلهما، (هدفا مصطفى حجي وعبد الجليل هدا)، وهزيمة منطقية أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة، تفوق “أسود الأطلس” على منتخب اسكتلندا بثلاثة أهداف دون مقابل، حملت توقيع عبد الجليل هدا (كماتشو)، وصلاح الدين بصير في مناسبتين.

ورغم انهزام المنتخب المغربي أمام حامل اللقب، المنتخب البرازيلي، إلا أن الأمل في التأهل إلى الدور الموالي كان قائما في الجولة الأخيرة بعد تعادل منتخبي النرويج واسكتلندا 1-1، ولكي يتحقق ذلك كان لابد من الفوز على المنتخب الاسكتلندي وانهزام أو تعادل منتخب النرويج أمام نظيره البرازيلي.

لكن السيناريو الصادم لهذه المواجهة التي جمعت بين منتخبي النرويج والبرازيل، ضمن المجموعة ذاتها، أنها انتهت بهزيمة غير متوقعة لمنتخب “الصامبا”، عجلت بخروج أسود الأطلس من دور المجموعات بشكل “مرير ومخيب” في مؤامرة وتواطؤ لم يتم إثباتهما بشكل رسمي، لكن أجمع الكل على أنها مقصودة، ليحتل بذلك المنتخب المغربي المركز الثالث برصيد (4 نقاط) ويودع النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.

وبعد غياب دام لمدة 20 سنة، نجح المنتخب المغربي مرة أخرى في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، والتي أقيمت في روسيا، ووقع أيضا في مجموعة اعتبرت هي الأقوى في دورة تلك السنة، وضمت منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران. وقدمت العناصر الوطنية مباراة أولى جيدة للغاية، لكنها تعثرت في الأنفاس الأخيرة إثر هدف سجله عزيز بوهدوز ضد مرماه. وفي المباراة الثانية قدم الفريق المغربي أداء رائعا ضد منتخب البرتغال، لكنه انهزم بهدف واحد، وفي المباراة الأخيرة تعادل في لقاء مثير مع منتخب إسبانيا. ورغم خروج المنتخب المغربي من دور المجموعات، بيد أنه قدم أداء متميزا للغاية جعله يكسب إعجاب المتتبعين. وأثنى عدد من نجوم الكرة المستديرة على أدائه، ومنهم الحارس الإسباني إيكر كاسياس.

ولم يغب المنتخب المغربي مرة أخرى عن النهائيات وتمكن من حجز تأشيرته إلى كأس العالم 2022.

وتأهل أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، عقب تغلبه في لقاء إياب الجولة الحاسمة من الإقصائيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 على منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لواحد بالدار البيضاء. وخاض المنتخب الوطني المغربي ثماني مباريات، في مشواره خلال الإقصائيات الإفريقية، حيث لعب ستة لقاءات ضمن منافسات المجموعة التاسعة، التي ضمت منتخبات غينيا بيساو وغينيا والسودان، ومباراتين برسم الدور الحاسم ذهابا وإيابا ضد منتخب الكونغو الديمقراطية.

وهكذا، نجح المنتخب المغربي في تحقيق الفوز في مبارياته الست ضمن دور المجموعات، محققا بالتالي العلامة الكاملة، وسجل هجومه 20 هدفا وتلقى هدفا واحدا فقط من المنتخب الغيني، ليتصدر مجموعته برصيد 18 نقطة، بفارق كبير عن منتخب غينيا بيساو الذي حل في المركز الثاني بست نقاط.

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

23 ديسمبر 2024

عامل إقليم النواصر يزور مطار محمد الخامس

23 ديسمبر 2024

المغرب ثاني أكبر منتج للنبيذ في افريقيا

23 ديسمبر 2024

بعد تصريحاته المسيئة.. جريدة “العمق المغربي” تقرر مقاضاة بنكيران

23 ديسمبر 2024

مغرب أنتلجنس ترصد معاناة “فرانكو ألجيريان” داخل سجون الكابرانات