قال الأستاذ نور الدين بلحداد، الخبير في القضية الوطنية والأستاذ الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس، إن الاعتراف بمغربية الصحراء جاء هذه المرة من أفواه الخصوم أنفسهم، في لحظة وصفها بالتاريخية والمفصلية، مشيرا إلى أن هذه الشهادة تعتبر انتصارا كبيرا للدبلوماسية المغربية بمختلف تلويناتها، وركيزة أساسية في سجل الترافع الوطني حول قضية الصحراء.
وفي تصريح خص به موقع “كشـ24″، أكد بلحداد أن الارتباك الكبير الذي بات يطبع مواقف الانفصاليين في المحافل الدولية، وعلى رأسها لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة (اللجنة الرابعة)، يكشف عمق الأزمة التي يعيشها الخطاب الانفصالي وتآكل شرعيته، مضيفا أن من دفعوا للحديث باسم جمهورية الوهم لم يعودوا قادرين حتى على ترديد الشعارات المتجاوزة التي تم تلقينها لهم منذ الطفولة في مخيمات تندوف.
وأضاف بلحداد بلغة رمزية قوية: “اللسان اليوم ما فيه عظم، وقد نطق بما لم يتوقعه صانعوه، حيث أدلى أحد ممثلي الجبهة الانفصالية أمام المجتمع الدولي باعتراف صريح بمغربية الصحراء”، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بزلة لسان، بل بزلة نظام بأكمله، في إشارة إلى الإخفاقات المتكررة للنظام الجزائري في توجيه أدواته الدعائية والانفصالية.
واعتبر الخبير المغربي أن هذا التحول المفاجئ يمثل شهادة دامغة في حق المملكة المغربية، صادرة عن الخصوم أنفسهم، وهي بذلك تكتسي أهمية استراتيجية ورمزية، وستبقى محفورة في سجل القضية الوطنية، مضيفا: “الفرق شاسع بين من يولد في وطن ويعيش فيه ويدافع عنه، ومن يصنع في مخيمات العار ويدفع نحو محافل دولية ليجتر خطابا متهالكا”.
كما أبرز بلحداد أن الدبلوماسية المغربية، سواء الرسمية أو الشعبية، الملكية أو البرلمانية، الشبابية أو الجمعوية، تواصل حصد الانتصارات، مستشهدا بمواقف واعترافات دولية متتالية لصالح مغربية الصحراء، وقال: “من كان عدوا بالأمس أصبح اليوم صديقا، والجميع بات يتصالح مع التاريخ والحقيقة”.
وفي ختام تصريحه، دعا الأستاذ بلحداد الشباب المغربي إلى التشبث بالوحدة الوطنية والدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة، مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس هو الضامن الحقيقي لوحدة الوطن والمدافع الشرس عن مصالحه الاستراتيجية، قائلا: “لقد أقسمنا في قسم المسيرة الخضراء أن نظل أوفياء للوطن، مدافعين عن ترابه من خلال القلم والكلمة والدم، ولن نحيد عن هذا العهد”.
تعليقات الزوار ( 0 )