بحيرة مارتشيكا بالناظور: تجربة رائدة في استزراع الطحالب البحرية لدعم الاقتصاد الأزرق

ناظورسيتي: متابعة

في خطوة مبتكرة لتعزيز الاستدامة البحرية، تشهد بحيرة مارتشيكا بإقليم الناظور تجربة ريادية في مجال استزراع الطحالب البحرية، خصوصًا الحمراء، عبر مشروع بيئي يهدف إلى استغلال الموارد البحرية بطرق مستدامة ومبتكرة.

يُعتبر هذا المشروع، الذي تشرف عليه تعاونية مارشيكا للصيد البحري التقليدي، الأول من نوعه في إفريقيا، حيث يسهم في تنويع الاقتصاد البحري عبر تحويل الإمكانات البيئية للمنطقة إلى موارد تنموية مدرة للدخل.

ويتميز قطاع زراعة الطحالب البحرية بآفاق اقتصادية واسعة، نظرًا لقيمته العالية في عدة مجالات، من الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل إلى الصناعات الغذائية. كما تلعب الطحالب دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي، نظرًا لقدرتها على تحسين جودة المياه وتعزيز التنوع البيولوجي.

وتمر عملية الاستزراع بعدة مراحل دقيقة، تبدأ باختيار البذور المناسبة التي تُثبت داخل شباك خاصة تحت الماء، مما يتيح لها النمو في بيئة طبيعية دون تدخل صناعي. وبعد أسابيع من المتابعة، تُحصد الطحالب يدويًا للحفاظ على جودتها، ثم يتم غسلها وتجفيفها وفق معايير تضمن الحفاظ على خصائصها الطبيعية.

ولم يكن هذا المشروع موجهًا للصيادين فقط، بل وفر فرص عمل لفئات أخرى، بما في ذلك النساء، ما جعله نموذجًا في تعزيز الاقتصاد التضامني. فمنذ تأسيس التعاونية عام 2013 بمشاركة 74 بحارًا، حرصت على تكوينهم وتوفير الدعم التقني اللازم لضمان نجاح المبادرة.

وبفضل تمويل الصندوق العالمي للبيئة عام 2014، انطلقت تجربة استزراع الطحالب على مساحة 1.5 هكتار باستخدام 550 شبكة مسطحة، لتتطور لاحقًا إلى 4.5 هكتارات ثم 11 هكتارًا، مما رفع الإنتاج إلى 57 طنًا في إحدى مراحله المتقدمة. وعلى الرغم من التحديات المناخية، استمر الإنتاج بمعدل 30 طنًا سنويًا، يتم توجيهها إلى وحدات صناعية بالقنيطرة لتحويلها إلى مواد أولية تُستخدم في عدة صناعات.

وتسعى التعاونية إلى توسيع المشروع وزيادة الإنتاج عبر شراكات مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالإضافة إلى بناء وحدة تخزين وتثمين للمنتوج. كما حصلت على دعم إضافي لتحسين وسائل العمل، ما يتيح فرصًا جديدة للمنخرطين في هذا المجال.

كما يساهم المشروع أيضا في حماية النظام البيئي لبحيرة مارتشيكا، حيث تعمل الطحالب على تحسين جودة المياه وتعزيز التوازن البيولوجي، مما يجعل هذا النشاط نموذجًا لاقتصاد أزرق مستدام يحترم الموارد الطبيعية. ومع تنامي الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية، تبدو زراعة الطحالب خيارًا استراتيجيًا يعزز مكانة المغرب في مجال تربية الأحياء المائية.

المصدر