يبدو أن حمى العداء التي تنهجها العديد من الدول تجاه قضية الصحراء المغربي انتقلت إلى الجمهورية المصرية بعد أن تعمد الوفد المصري المشارك بالملتقى العربي للتنمية السياحية عرض خريطة المملكة المغربية وهي مبتورة من أقاليمها الجنوبية.
وعلى الرغم من كون مصر دولة ذات تأثير كبير في العالم العربي، إلا أنها ظهرت خلال الملتقى المذكور وهي متأثرة بصراعات ومواقف بعض الدول التي لا تدعم الوحدة الترابية للمغرب، لأن عرض خريطة المغرب وهي مبتورة من الصحراء في حدث منظم بالمملكة، يمكن أن يكون إشارة إلى عدم وضوح أو تراجع في موقف القاهرة الرسمي حول قضية الصحراء المغربية.
ويرجح أن لا يكون هذا التصرف مجرد زلة عفوية كما ادعى الوفد المصري، بل من الممكن أن يحمل دلالات عميقة حول سياسات مصر الخارجية وتوجهاتها الإقليمية.
ورغم أن مصر قد سبق لها وأن أكدت على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل لقضية الصحراء المغربية ضمن إطار الأمم المتحدة، فإن هذا التصرف في الملتقى العربي للتنمية السياحية يمكن أن يعكس تذبذباً أو غموضاً في موقف القاهرة.
ومما لا شك فيه أن هذه الواقعة تعكس انعدام احترام الجمهورية المصرية لسيادة المغرب على صحراءه رغم جميع المكتسبات الدبلوماسية التي حققتها البلاد في هذا الملف، كما أن يمس بالعلاقات الودية التي تجمع البلدين الشقيقين.
وكانت فعاليات الملتقى العربي للتنمية السياحية قد شهدت نقاشا واسعا إثر تضمن فيلم ترويجي أعده الوفد المصري لخريطة للمغرب وهي مبتورة من الأقاليم الجنوبية.
وقد خلفت هذه الواقعة جدلا حادة من طرف المغاربة الحاضرين بالحدث، حيث تعالت الأصوات المحتجة من داخل القاعة، التي طالبت بضرورة احترام الوحدة الترابية للمملكة، وبضرورة التصحيح الفوري لهذا الفعل المسيء.
تعليقات الزوار ( 0 )