ناظورسيتي: متابعة
تصاعدت في الآونة الأخيرة تحذيرات برلمانية بشأن ما يعرف بـ"تحديات الإنترنت"، التي صارت تنتشر كالنار في الهشيم بين صفوف الأطفال والمراهقين، مثيرة موجة قلق وسط الأسر المغربية بعد أن تحولت من مجرد مقاطع ترفيهية إلى سلوكيات قاتلة.
في هذا الصدد، دعا فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب إلى التدخل العاجل من طرف الحكومة، لوضع حد لما وصفه بـ"الانفلات الرقمي الخطير". ووجه رئيس الفريق سؤالا كتابيا إلى وزير العدل، مستعرضا المخاطر المتزايدة التي تترتب عن هذه "التحديات القاتلة"، التي تبث على منصات التواصل، دون أدنى رقابة أو ضوابط لحماية القاصرين.
واستند السؤال البرلماني إلى حادثة مأساوية هزت مدينة طنجة مؤخرا، حيث لقي مراهق مصرعه بطريقة مروعة بعدما أضرم النار في جسده ضمن محاولة فاشلة لتقليد تحد متداول على الإنترنت. المراهق لم يتمكن من السيطرة على اللهب، فلجأ إلى البحر لإطفائه، إلا أن جسده لم يحتمل الحروق، وفارق الحياة، مخلفا صدمة وسط عائلته والرأي العام.
الفريق البرلماني حذر من أن مثل هذه السلوكيات باتت تحصد أرواح الشباب، بينما تتفرج منصات التواصل على المأساة دون أن تفعل أي آلية جادة لحماية المستخدمين القاصرين. كما أشار إلى أن المحتوى الموجه للأطفال بات منفلتا من الرقابة، في ظل غياب تشريعات محلية صارمة أو تعاون فعلي من الشركات المالكة لهذه المنصات.
وأكد النواب أن الأطفال والمراهقين غالبا ما ينخرطون في هذه "التحديات" بدافع الفضول أو ضغط الأقران، دون إدراك للعواقب الجسدية والنفسية التي قد تفضي في بعض الأحيان إلى فقدان الحياة.
ودعا الفريق إلى مراجعة الترسانة القانونية المغربية المرتبطة بالأنشطة الرقمية، وتشديد المسؤولية على الشركات المستضيفة للمحتوى، مع العمل على إطلاق حملات تحسيسية وطنية تستهدف الأسرة والمدرسة، لتوعية الناشئة بالمخاطر الحقيقية لهذه الممارسات.
تعليقات الزوار ( 0 )