ناظورسيتي:
في ظل أزمة خانقة يعرفها قطاع الحوامض بالمغرب، يواصل صنف “الناظوركوت” المغربي تألقه العالمي، مثبتًا مكانته كرمز للنجاح الفلاحي الوطني، ومصدر فخر للمزارعين والمصدّرين المغاربة.
فخلال الموسم الفلاحي 2024-2025، بلغت صادرات هذا الصنف المميز من المندرين أكثر من 300 ألف طن، مزروعة على مساحة تفوق 10 آلاف هكتار، ما يجعله يحتل نصف صادرات الحوامض الوطنية، ويساهم بما يفوق 70% من عائدات القطاع، وفق ما أكدته جمعية منتجي الناظوركوت بالمغرب.
هذا الصنف الفريد، الذي طوّره الباحث الزراعي المغربي الراحل البشير الناظوري في ثمانينات القرن الماضي، اكتسب شهرته من تميّزه في الطعم، وسهولة التقشير، وقلة البذور، وعصارته الغنية. كما يمتد موسم جنيه الطويل من دجنبر إلى نهاية أبريل، ما يمنحه تفوّقًا تنافسياً في السوق الدولية.
ويُصدَّر “الناظوركوت” حاليًا إلى أكثر من 40 دولة، من بينها أوروبا، الولايات المتحدة، الصين، أمريكا اللاتينية، وجنوب إفريقيا، مع حماية قانونية لعلامته التجارية، ووجود هيئة تنظيمية خاصة تضم أكثر من 350 فلاحًا مغربيًا.
وتمت زراعته كذلك، بموجب تراخيص مغربية، في دول أجنبية مثل إسبانيا وجنوب إفريقيا، ما يجعل منه واجهة مشرقة لـ”صنع في المغرب” في الأسواق الفلاحية العالمية. وخلال مشاركته الأخيرة في معرض “فروت لوجيستيكا” الدولي ببرلين، حظي الناظوركوت بإعجاب واسع من طرف الفاعلين والعارضين، وتم الكشف عن الهوية البصرية الجديدة لعلامته التجارية “Nadorcott of Morocco”.
ورغم هذا النجاح المبهر، يواجه قطاع الحوامض المغربي عمومًا تحديات حقيقية، تم استعراضها خلال المؤتمر الوطني الأول للقطاع المنعقد بمراكش من 13 إلى 15 ماي 2025. فبحسب إحصائيات قُدّمت خلال المؤتمر، تراجعت المساحات المغروسة من الحوامض في المغرب بنسبة 29% بين 2016 و2024، لتستقر عند 91.342 هكتار فقط، مقابل 128 ألف هكتار سابقًا. كما تراجع الإنتاج من 2.6 مليون طن إلى حوالي 1.5 مليون طن سنويًا، بسبب موجات الجفاف المتكررة، واقتلاع العديد من الأشجار من طرف الفلاحين.
ورغم هذه الظرفية الصعبة، يظل “الناظوركوت” نموذجًا لنجاح مغربي استثنائي في مجال الابتكار الفلاحي، يؤكد قدرة الفلاحة المغربية على المنافسة عالمياً حينما تقترن الجودة بالدعم والبحث العلمي.
تعليقات الزوار ( 0 )