تعمل إيران على تزويد جبهة البّوليساريو بطائرات “كاميكازي” بدون طيّار (درونات انتحارية) عبر سفارتها وملحقها العسكري في الجزائر، وذلك من أجل البحث عن تحقيق توازن في المنطقة، بعد تفوّق “الدرونات” المغربية في الصّحراء.
وأصبح المحور الذي شكلته إيران والجزائر وجبهة البوليساريو يهدّد منطقة السّاحل والصّحراء، حيث باتت هذه المنطقة “عرضة” لأطماع شرقية وغربية، وهو ما دفع الأمريكيين إلى زيادة التّنسيق مع المملكة لمراقبة “مرور” السّلاح.
وأشارت صحيفة “كونفدنثيال” إلى أنّ “طائرات كاميكازي بدون طيار-وهي نوع لا تملكه إسبانيا-يمكن أن تهاجم مواقع استراتيجية حيوية، كما تهدّد الأمن القومي الإسباني والمغربي”.
وفي أكتوبر الماضي، سجل النّائب أنطونيو لوبيز إستوريز سؤالاً في البرلمان الأوروبي حول الطائرات العسكرية الإيرانية بدون طيار التي تمّ تزويد جبهة البّوليساريو بها.
ورد البرلمان بأن الاتحاد الأوروبي ليس لديه تأكيد لمزاعم شراء طائرات بدون طيار. وفي الآونة الأخيرة، نشرت لويلين كينج في “أتالايار” أن الدبلوماسيين المغاربة يثيرون هذه القضية بنشاط مع الحكومة الأمريكية والحكومات الغربية.
تمتلك طهران صناعة عسكرية كبيرة للطائرات بدون طيار بعد عقود من البحث المستمر والاستيلاء على الطائرات الأمريكية بدون طيار.
ونقلت كينج عن إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، قوله إن “النظام الدفاعي الفعال الوحيد ضد الطائرات بدون طيار، هو القبة الحديدية الإسرائيلية”؛ درع لا يملكه المغرب ويمكن أن يعني ضعفًا كبيرًا للرباط.
طائرات انتحارية إيرانية
تعود بدايات طهران في تطوير الطائرات بدون طيار إلى ثمانينات القرن العشرين، عندما كانت إيران في حالة حرب مع العراق. لقد حصلت على دفعة كبيرة من خلال الاستيلاء على بعض الوحدات الأمريكية ومنصات الهندسة العكسية القائمة عليها لاحقًا. في الآونة الأخيرة، أضافت بعض نماذج “كاميكازي” إلى “كتالوج” الطائرات بدون طيار المتاحة.
على الرغم من أنه لم يتم الكشف عن النموذج الذي سيتوفر لجبهة البوليساريو، فقد أرسلت إيران وحدات من طراز “شاهد-136” إلى روسيا. ووفقًا للمخابرات الأوكرانية، لم يستغرق الكرملين وقتًا طويلاً لتنفيذ هجمات ضد مدن تسيركفا وحتى كييف بهذه الطائرات.
وأبرزت “كونفدنثيال” أنّه “تم تطوير هذا النموذج من الطائرات بدون طيار من قبل شركة شاهد لصناعة الطيران، يبلغ طولها الطائرة 3.5 أمتار وطول جناحيها مترين ونصف المتر، ووزنها 200 كيلوغرام. تمكنت أوكرانيا من الاستيلاء على بعض الوحدات خلال الهجمات التي شنت على كييف في أكتوبر الماضي، واكتشفت أن جزءًا من الأنظمة الداخلية-مثل المعالج ومضخة الوقود-كان من أصل غربي”.
يتم إطلاق “شاهد-136” من مقطورة ويستخدم الصاروخ للإقلاع. وبعد ذلك، بمجرد وصول الطائرة إلى الجو في رحلة مستمرة، يبدأ تشغيل محرك احتراق تقليدي يسمح لها بمدى يتراوح بين 900 و2500 كيلومتر.
تبلغ السرعة القصوى المقدرة لطائرة “شاهد-136” 185 كيلومترًا في الساعة، ويتم دمجها مع نظام توجيه عن طريق القصور الذاتي، بغض النظر عن أي قمر صناعي، وبواسطة “GLONASS”، كوكبة تحديد المواقع الجغرافية الروسية.
وعلقت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن خبير أسلحة، العام الماضي، بأن موسكو كانت ستخصص “شاهد-136” وفقًا لاحتياجاتها من خلال استبدال بعض المكونات المدنية بمكونات من الدرجة العسكرية.
تمتلك إيران أيضًا “شاهد-129″، وهي مركبة جوية بدون طيار متوسطة الارتفاع وطويلة المدى طورتها طهران أيضًا. يعتمد تصميمها على طائرة “Predator” الأمريكية، وهي مثلها تحتوي على 4 قنابل دقيقة التوجيه يمكن نشرها طوال 24 ساعة.
من جانبها، دخلت “شاهد-146” (المسماة غزة) الخدمة في عام 2022، لتصبح الأحدث من بين كل ما تمتلكه إيران. يبلغ طولها 10.5 أمتار وعرضها 21 مترًا ويمكنها حمل ما يصل إلى 13 قنبلة و500 كيلوغرام من المعدات الإلكترونية. يبلغ مداها 7000 كلم وسرعتها 350 كلم/ساعة.
الدرع الذي يحتاجه المغرب
أشار التّحليل العسكري إلى أن ما ينقص المغرب هو الدفاعات الكافية ضد هجمات الطائرات بدون طيار وهجمات السرب.
بالنسبة لهذا السيناريو، تعتبر القبة الحديدية الإسرائيلية واحدة من أفضل أنظمة الدفاع الجوي التي أثبتت نفسها بالفعل من خلال صد الهجمات الصاروخية الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تبع نظام القبة الحديدية إلى أي دولة، إلا أن المغرب بالنسبة لإيلان بيرمان قد يكون مرشحًا؛ لأنه موقع على اتفاقيات إبراهيم، التي تعترف تمامًا بدولة إسرائيل. لكن هذا سيستغرق سنوات من المفاوضات، والمبيعات تخضع لفيتو أمريكي “لأن الأمريكيين يشاركون في تطوير نظام مضاد للطائرات”.
تم إنشاء القبة الحديدية في عام 2011 وأصبحت منذ ذلك الحين حجر الزاوية في دفاع إسرائيل ضد الضربات الجوية الفلسطينية. “إنه الدرع الأكثر انتشارًا في العالم، مع أكثر من 2000 اعتراض ومعدل نجاح أكثر من 90٪،” وفقًا لـ “Rafael Advanced Defense System”، الشركة التي تقف وراء النظام.
تعتمد العملية على تقنية الرادار لاكتشاف التهديدات المحتملة على مسافة بعيدة. تحدد معدات الكشف، التي تصنعها الصناعات الجوية الإسرائيلية، الذخيرة أو الطائرة بدون طيار، وتتعرف عليها وتراقب مسارها. يتم إرسال البيانات إلى مركز العمليات حيث يقوم النظام بمعالجتها وإجراء الحسابات اللازمة.
“يتم تحليل مسار التهديد بسرعة وتقدير نقطة التأثير. إذا تحول هذا المسار المقدر إلى تهديد خطير، يتم تنفيذ أمر وإطلاق صاروخ معترض ضده”، كما أوضح رافائيل. تستغرق العملية بأكملها حوالي 15 ثانية.
فيما يتعلق بالتمديد مع التغطية، فإنه يعتمد على عدد البطاريات المنتشرة. على سبيل المثال، لدى إسرائيل أكثر من 10 وحدات تراقب مجالها الجوي في المنطقة الفلسطينية، وهي قادرة على تغطية 150 كيلومترًا مربعًا. يبلغ طول الحدود الرسمية بين المغرب والصحراء المغربية 440 كلم، لذلك ستحتاج الرباط إلى رقم أكبر لحماية هذا المجال الجوي بالكامل.
تعليقات الزوار ( 0 )