أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أمس الجمعة بفاس، أن ذكرى انتفاضة 31 يناير 1944 بفاس تعتبر تجسيدا بارزا لقيم الشهامة والإباء، والروح الوطنية الخالصة المتجذرة في نفوس المغاربة وتعبئتهم دفاعا عن مقدسات الوطن وعزته وكرامته.
وأضاف الكثيري، في كلمة بمناسبة تخليد الذكرى ال81 لهذا الحدث البارز، إن هذه الذكرى ستبقى عالقة بالأذهان وراسخة في الوجدان ناطقة بالميثاق النضالي المقدس والتحام العرش والشعب.
وتابع أن هذا الحدث بعثر أوراق الإقامة العامة التي توهمت أنها قادرة على كتم أنفاس الجماهير وشل تحركاتها، غير أن حساباتها كانت خاطئة، إذ لم تتوقع كل ذلك الزخم من المسيرات الشعبية التي عمت كل الارجاء تأييدا لوثيقة المطالبة بالاستقلال، واستنكارا لسياسة القمع والتنكيل التي طالت الوطنيين جراء مواقفهم الثابتة من مخططات سلطات الإقامة العامة الفرنسية.
وأشار الكثيري إلى أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال أثار سعار الحماية الفرنسية فحاولت تشديد الخناق على رجال الحركة الوطنية باعتقال أقطابها البارزين، مبرزا أنه اندلعت بمدينة فاس الانتفاضات العارمة والمظاهرات الحاشدة للتنديد باعتقال زعماء الحركة الوطنية والمطالبة بإطلاق سراحهم، ووقعت مواجهات عنيفة بين جموع المحتجين وأجهزة الأمن الاستعمارية يوم 31 يناير 1944 ، أسفرت عن استشهاد 60 وطنيا وجرح حوالي 100.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أشاد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإنجازات التي حققها المغرب تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث توالت الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي.
وثمن الكثيري، في السياق ذاته، التعبئة الواسعة والإجماع الوطني منقطع النظير وراء جلالة الملك من أجل مواصلة تحديث وتنمية الأقاليم الجنوبية وصيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية.
من جهته، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس، سمير بوزويتة، على أهمية تسليط الضوء على الصفحات المجيدة من التاريخ الوطني، وبطولات وملاحم الآباء والأجداد، والتضحيات الجسام التي بذلها رجال المقاومة الأفذاذ من أجل تحرير المغرب من ربقة الاستعمار الغاشم.
وأشار بوزويتة إلى أن نضالات رجال المقاومة وأبطال التحرير لم تقتصر فقط على حمل السلاح، بل امتدت لتشمل أشكالا نضالية أخرى مثل اوعية الشعب وتثقيفه وتربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن والتعلق بأهدابه.
كما نوه بالشراكة القائمة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي أثمرت جعل التاريخ الوطني جزءا من المقررات الدراسية، ونشر مجموعة من الأطاريح والبحوث الجامعة.
ومن جانبه، توقف عميد كلية الشريعة بفاس، عبد المالك أعويش، عند الجهود المعتبرة للعلماء وطلبة العلم في استقلال المغرب والدفاع عن المقدسات الوطنية، مبرزا أنهم اضطلعوا بدور بارز في صياغة وثيقة المطالبة بالاستقلال ومحاربة الاستعمار الغاشم.
وأضاف أعويش أن أهم ما ميز رجالات المقاومة الوطنية هو وفاؤهم للعرش العلوي المجيد وتشبثهم المكين بالوحدة الوطنية، وتمسكهم بالثوابت والمقدسات الوطنية.
أما رئيس المجلس الجماعي لفاس، عبد السلام البقالي، فأكد على أهمية تسليط الضوء على كفاح ونضالات الآباء والأجداد من أجل نيل الحرية والاستقلال.
وأشاد في السياق ذاته بالالتحام القائم بين العرش والشعب والمنجزات التي حققها المغرب في جميع المجالات تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس جهة فاس – مكناس، جواد الكناوي، على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية المحلية والوطنية وصيانتها، مؤكدا على أهمية استلهام تضحيات الآباء والأجداد لصيانة الوحدة الترابية للمملكة والعمل على بناء وطن قوي ومتماسك.
وتم بهذه المناسبة، أيضا، تكريم تسعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عرفانا بتضحياتهم الجسام وما برهنوا عليه من غيرة واضحة.
كما جرى تقديم إعانات مالية لثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم.
تعليقات الزوار ( 0 )