حمزة حجلة-جابر الزكاني
قال الباحث في تاريخ الريف اليزيد دريوش، بأن قرار الهدم الصادر في حق عقار “متحف البستان” ببني شيكر سيجرح الذاكرة التاريخية للريف، وأن إعدام الفضاء سيشكل نكسة..
وفي تصريح لـ “ناظورسيتي” قال دريوش، بأن فضاء البستان لم يعد ملكا لعبد السلام تيزا لوحده بقدرما ما أضحى ملكا يمثل العموم، فيما أصبحت معاول الهدم تحوم حول “المتحف”.
يردف اليزيد قائلا بأن القرار مبني على باطل، والهدم يستهدف متحفا سرعان ما تم تأميمه ووصل إلى العالمية، وأضحى ملكا فكريا وإرثا بيولوجيا بالمنطقة، خصوصا وأن فضاء البستان يعرض أنواعا من القردة المهددة بالانقراض، والطيور والزواحف مهددة بالانقراض، كما يحافظ على الذاكرة.
وفي حرقة، يسرد المؤرخ الباحث، بأن فضاء البستان التاريخي قد حضي بزيارة العديد من الزوار طيلة الأربعة عقود الماضية من أوروبا وأمريكا، ومنهم اثنيات عبر العالم، ووفود من اليهود واليهود المغاربة، علاوة على شخصيات فنية وسياسية ومثقفة مرموقة عالمية.
وفي الناظور يقول المتحدث، بأن هناك مجموعة من الناس وهواة جمع التحف، لديهم متاحف خاصة في منازلهم، لكن عبد السلام أخرج ما عنده وجمعه واشتراه بملكه الخاص إلى العموم، وسوّقه كمنتوج يمثل الذاكرة بالريف والمملكة بشكل عام، دون أن ننسى بأن لجانا من المعهد الوطني للتراث والآثار، والمندوبية الجهوية للثقافة زارت المتحف ببني شيكر مؤخرا قصد اجراء جرد تقييمي لمحتوياته وتصنيفه.
أما عن عبد السلام امغار رئيس جمعية تيزا، وصاحب المتحف، يقول اليزيد بأنه مهاجر فضّل ترك المهجر وعاد للمغرب ليخدم التراث والذاكرة..
هذا وقد أدى نزاع حول الأراضي المحيطة بالفضاء المذكور، لاستصدار أمر قضائي يقضي بإفراغ ما مساحته 400 متر مربع، بُني عليها الفضاء المسمى “البستان” وهو فضاء سياحي تراثي خاص، في الوقت الذي تناسلت فيه ردود أفعال عدة بالمملكة وخارجها منذ انتشار الخبر، كلها مؤيدة للحفاظ على المتحف، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر هاشتاغ تضامني بعنوان “لا لإعدام متحف البستان”
من جهة أخرى حاول فاعلون آخرون أن يبينوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن “البستان” ليس متحفا بالصيغة القانونية، وأن اعتباره متحفا هو خرق للقانون، فيما يرى أغلبية أهل الريف بأن “البستان” يتجاوز تسمية متحف، إلى مزار سياحي، تاريخي، تراثي لم يُخلق له مثيل بالناظور منذ الاستقلال
تعليقات الزوار ( 0 )